وصلاة ربي عد من الحرم زار ... على محمد من بحور وبراري
ومنهم عبد الله بن سليمان المشاري كان صاحب سيارة نقل يقودها بنفسه ويحمل عليها الركاب بين بريدة والمدن الأخرى في مناطق المملكة سافرت معه في عام ١٣٧٠ هـ من المدينة المنورة إلى حائل فبريدة، وذكرت ذلك في كتاب (رحلات في البيت).
وهو رجل كريم النفس، طيب المعشر، عرفت ذلك منه إبان سفري وسمعته من غيره من الذين يعرفونه أكثر مني.
ذكر له الأستاذ ناصر العمري قصة أثناء سفره، أنقذ فيها رجلًا كاد يموت عطشًا.
قال الأستاذ العمري:
عبد الله بن سليمان بن مشاري صاحب أسفار كثيرة في شمالي الجزيرة الشرقي وغيره من أراضي المملكة يتنقل على سيارته التي ينقل عليها البضائع والركاب وهو خبير في معرفة طرق ومسالك الصحراء التي يرتادها، قال:
توجهت من لينة إلى بريدة ومعني بضاعة وراكب واحد من البادية وقد سرت في طريق يوصل إلى حائل خطا ولاحظت أنني قد غلطت بالطريق لكن أعرف أين يذهب بي هذا الطريق ومواصلة السير أهون على السيارة من العودة منه.
وبينما كنت أسير بالسيارة في المظهور شاهدت رجلًا يسحب بندقه ويسير على قدمه لعجزه عن حمل البندق وبينما أنا أشاهده ورفيقي في السفر لاحظنا أنه سقط على الأرض سقوطًا غير طبيعي فاتجهنا إليه ووجدناه في حالة ظمأ شديد، وقد اسودَّ ما حول فمه من العطش فرشبناه بالماء وبللنا قطعة قماش وصرنا نمسح بها وجهه ونعطيه قطرات من الماء ثم مرسنا تمرًا وحقَّناه في حلقه حتى نشط