وعرفت كتب الأدب والمسامرات العديد من تلك المجالس والمحاورات التي كان لها أثر بارز في إثراء تراث الأمة علمًا وثقافة وأدبًا.
وقد حظيت الرياض بنصيب وافر من المجالس العلمية تلك نظرًا لما تحتضنه من كنوز علمية وثقافية كبرى، ومن يقطنها من الأدباء والعلماء والمثقفين والمفكرين.
أما المشهد الأدنى القريب فقد عرفت منتديات مي زيادة وندوة العقاد، وكانت هناك مجالس عدة في القاهرة والشام والعراق وبعض دول الخليج، التي تعرف لدى بعضهم بالديوانيات تعج برواد الأدب وقمم المثقفين، بل إن مجلس (مي زيادة) الشهير يوم الثلاثاء بالقاهرة كان محضنا لعدد من الرموز الأدبية والروَّاد الكبار آنذاك.
وقد جاءت ثلوثية الدكتور محمد بن عبد الله المشوح وتنعقد كل أسبوعين في دارته في حي الغدير الواقع في شمال الرياض وهيئت الأسباب والإمكانات اللازمة لحضورها وضيوفها الكرام بالمكان والزمان مسهمة في تشكيل رافد من روافد الثقافة في بلادنا.
وقد كانت الفكرة في بدايتها هي إقامة مجلس ثقافي عام تستضاف فيه إحدى الشخصيات الثقافية والفكرية المعروفة من الذين لهم اهتمام أو مشاركة في العلم والأدب والفكر والثقافة متحدثا عن تجربته العلمية أو سيرة حياته الشخصية أو يتم اختيار موضوع سهل التناول والاستماع إليه من قبل الحضور.
ذلك أن التباين في الحضور من الضيوف يستلزم مراعاة الفوارق الفكرية والثقافية بعيدًا عن المحاضرات العلمية المتخصصة التي قد يكون روَّادها من المهتمين في ذلك الجانب العلمي فقط.