الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح لا تقدر بثمن لأنها شيء لو لم يحصل عليه الشيخ محمد المشوح لضاع، وأفقدته العيون والأسماع.
إن أكثر الذين ترجم لهم الشيخ محمد المشوح قد لاقوا ربهم، وودعوا هذه الحياة الدنيا منذ حين، بعد أن تركوا بها آثارًا جليلة وأعمالًا تستحق أن تذكر، بل أن تؤثر.
وقد صار الناس وبخاصة من يريد أن يبحث في حيوات العلماء، ويعرف أشياء مما لم يكتب عن نشأة أحدهم وكيفية طلب العلم، وما جرى له أو عليه من أحداث، يتطلعون إلى ذلك.
ونحن نعتقد أن تاريخ العلماء الأعلام هو جزء من تاريخنا الوطني لأنهم أثروا في التاريخ وتأثروا به على تفاوت بينهم في ذلك - كما هو ظاهر.
وبلادنا على وجه العموم لم يؤرخ لرجالها البارزين التاريخ الذي يجلو أحوال علمائها، ويتحدث عن كيفية طلبهم العلم وعمن تأثروا بهم وأخذوا عنهم العلم من مشايخهم ومن أثروا بهم من تلامذتهم، وكيف كانت حالة طلبة العلم في زمنهم وذلك يبين مقدار صمودهم أمام العقبات الصعبة التي اقتحموها والشدائد التي ذللوها بصبرهم وجلدهم.
وأذكر أن شيخنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي رحمه الله حدثني عن طلبة العلم في الرياض فقال: عندما درست على مشايخي في القصيم تاقت نفسي للدراسة على مشايخ الرياض وبخاصة من آل الشيخ المشهورين فعزمت على السفر إلى الرياض، ولكن من أين لي النفقة التي يتمثل أصعبها في أجرة الركوب الذي لم يكن في ذلك الوقت إلَّا على الإبل، فلم يكن الناس عرفوا السيارات فضلًا عن أن يكونوا ركبوها.
قال: فاتفقت مع زميل لي على أن نسافر إلى الرياض سيرًا على الأقدام، ومعلوم أن المسافة بين بريدة والرياض تصل في ذلك الوقت إلى أربعمائة كيلومتر لأن الطريق