للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لم يكن يسير قاصدًا، وإنما يتعمد المرور بموارد المياه أو ببعض القرى.

قال: وبدأنا السير على أقدامنا كل متاع الرجل منا عصا له غليظة يريد أن يكافح بها حية يراها أو عقربًا يعثر بها طريقه أو كلبًا عقورًا يهاجمه.

قال: ولكن الأمن كان مستتبًا آنذاك ولله الحمد، لأن الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله كان قد وطد الأمن، وأخاف المجرمين.

قال: وأما اللباس الذي صار المسافرون في الوقت الحاضر يملأون به الحقائب، وينوعون الملابس، لم يكن إلَّا ثوبًا واحدًا نظيفًا تحته ثوب خلق غير نظيف، للنوم توفيرًا للثوب النظيف مع أننا لا نتوقع أن نلاقي صعوبة في تنظيف الثوب لأننا نحن نغسله بالماء دون صابون أو غيره.

قال: وأما مؤونة السفر فإنها تمرات في خرقة كنا نتناول حملها كل واحد يضعها تحت إبطه فترة.

فسألته عما إذا كان حملها لم يضايقهما؟

فقال: الذي يضايقنا أنها ليست ثقيلة، بمعنى أنها ليست أكثر مما هي عليه، فهي زادنا ومزادنا في أول الطريق.

قال: وسلكنا الطريق الذي يمر بناحية سدير، لأن فيه قرى، وقد نفدت التمرات التي معنا فصرنا نستضيف أهل القرى الذين نمر بهم، فكانوا جزاهم الله خيرًا يضيفوننا.

قلت: ما يضيفونكم؟

فقال: بما عندهم من طعام وأشرفه التمر، لأنه جاهز وحلو، وأكثرهم إذا وصلنا إليهم وقت تناول العشاء قدموا لنا من عشائهم الذين يكون في بعض الأحيان دويفة من الذرة وبعض الأحيان يكون قرصانًا من القمح إذا كان مضيفنا موسرًا أما اللحم فإننا كنا مثلهم نسمع به ولا نراه.