ومع ذلك نجح الدكتور المشوح في هذا الأمر مما ذكرني بسير بعض علمائنا الأعلام من المتقدمين الذين كانوا يسافرون إلى بلاد بعيدة من أجل اللقاء بعالم من العلماء أو محدث من المحدثين ليستمعوا منه ما يريدون ويكتبون أسماء مؤلفاتهم وقد يسمعونها منه.
ومن أشهر أولئك الإمام السَّلفي الذي صنف كتابًا سماه (معجم السَّفَر) لأنه يذكر فيه أسماء العلماء الذين قابلهم وتراجمهم وبعض أشعارهم إذا كان لهم شعر أو عوالي الأسانيد التي يروونها من الحديث.
لقد بدأ الدكتور محمد المشوح هذه السلسلة الذهبية من اللقاءات مع العلماء الأعلام بالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي هو عالم العلماء، ومفتي المفتين، وهو الذي طبَّقت شهرته الآفاق، ووصل الخير الذي أجراه الله على يديه للفقراء من العلماء وطلبة العلم في نواحي الأرض الأربع.
وقد رزق من طيب السمعة، وحسن الأحدوثة ما لم يرزقه أكثر العلماء، ومن القصائد التي قيلت في الثناء عليه للان مجلدات مع كراهيته للمدح، وترفعه عن استماعه.