للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إنما تحتوينه دم حرٍ ... سافرت روحُهُ لدار الخلودِ

إنما تحتوينه دم شهمٍ ... مفعمٍ بالجهاد كابن الوليدِ

إنما تحتوينه دم أسدٍ ... قد أبت أن تعيش بين القرود

فرأت أن تخوض حربًا ضروسًا ... لترى القرد كيف شأن الأسودِ

أزمعت أمرها وراحت تنادي ... لجهاد ليومها المنشودِ

واستدارت رحى الزمان إلى أن ... جاء يوم الوفاء والتسديدِ

فإذا الأسد في شتاتٍ وبُعدٍ ... وإذا القرد جامعٌ للحشودِ

فلذا سالت الدماء بحارًا ... جف دمعي بها وحار قصيدي

ولذا روع الصبايا جهارًا ... والبرايا في غفلةٍ ورقودِ

وكأن لم يروا محمد ولي ... بعدما كان في التياع شديدِ

وكان لم يروه وهو طريحٌ ... بين أحضان والدمشدودِ

وكان لم يروه وهو مُسَجًى ... خافض الطرف حائرًا كالوليدِ

ربما كان يستحث خطانا ... كي نخوض الحروب ضد يهودِ

ربما كان يخبر الناس أنا ... لم نزل غارقين في التهويدِ

ربما كلها تكون ولكن ... هل سيبقى على ضفاف الرقودِ

هل سنبقى على الدروب حيارى ... كالخفافيش في ظلام شديدِ!

إن بقينا فسوف تبقي دمانا ... دمية في يد العدو اللدودِ

أو طفقنا إلى الجهاد فإنا ... سوف نعلو على نجوم السعودِ

وقوله في قصيدة عنوانها (حماة الأقصى) ..

شد متنًا وراية المجد مدا ... واحتسى الموت راغبًا واستعدا

وارتمى في ربى المنايا جسامًا ... ماضيًا يحصد الطواغيت حصدا

راعه أن يرى الضيا في ذبولٍ ... والظلامُ الظلامُ يسفر جدا

ويرى المجد والعلا في سفولٍ ... وحطام الأوهام يشتد شدا

وفؤاد الإسلام يبكي حزينًا ... وفم المارقين يبسم سعدا