وانبرى علقمًا عليهم ونارًا ... ووضابًا للماجدين وشهدا
جبلٌ قلبه ورحبٌ مداهُ ... ورؤى عقله سنًّا يتبدي
كلما عذبوه زاد اشتعالًا ... وإذا أطلقوه يزداد وجدا
عشقه أن يرى الشهادة جسرًا ... لجنانٍ تضوع عطرًا وندا
ولحورٍ تشدو بأعذب صوتٍ ... وبأسنى ثيابها تتبدى
حار فيه الجلاد فيه صبورٌ ... كيف يؤذي الجلاد من كان جلدا؟ !
وقال في أخيه المحامي الشهير الدكتور محمد بن عبد الله المشوح صاحب الثلوثية: إهداء إلى الشيخ الأديب: محمد بن عبد الله المشوح:
كريمٌ، وأكرمُ من أن تجارى ... وأكبرُ واللهِ من أن تُبارى
وأرفع في القدر عند الكرام ... من الشمس حين تزور النهارا
وأعظم خيرًا من الغيم حين ... يُروِّي الثرى ويغيثُ الديارا
وأكثر جودًا من البحر يمناك ... بل هيَ منْ تتحدى البحارا
وللعلم ثوبٌ كساكَ وقارًا ... وحلمُكَ زاد النهي والوقارا
ولم أر مثلكَ من قبلُ صبرًا ... فمن صبركَ الصبرُ والله حارا .. !
تهد العظائمُ قومًا كبارًا ... وحين تجيئك تغدو صغارا
وليست تلام وقد قابلتك ... فقد قابلت ملهمًا مستشارا
* * * *
محمدُ يا كوثر الظامئين ... ويا بلسمًا لقلوب الحيارى
ويا بسمة في شفاة اليتامى ... ويا جابرًا عثرات الأسارى
هنيئًا لك الحب من كل ثكلى ... تربِّي بمالك جيلًا صغارا
ومن كل أم تُسَرُّ إذا أبصرتْ ... بسمة لك أضحت شعارا