وكان الملك عبد العزيز يخاطبهم بذلك نيابة عن أهل بريدة أي لا يخاطب غيرهم في الأمور العامة التي تخص البلاد.
وإذا خالف أحد من الأمراء ذلك شكوه إلى الملك عبد العزيز فأصدر أمره بما يلزم إليه، أو عزله واستبدل به غيره أميرًا في بريدة.
لقد ذكرت في ترجمة (الرشودي) كيف كان الملك عبد العزيز آل سعود يخاطب جماعة أهل بريدة في عهد تأسيس المملكة فكانت رسائله تأتي باسم فهد بن علي الرشودي مع عبد العزيز بن مشيقح أو باسم فهد العلي وأخيه إبراهيم وعبد العزيز الحمود المشيقح، وقد يرسل رسالة أو رسائل باسم عبد العزيز بن حمود المشيقح وحده.
ونقول هنا: إن رسالة جاءت من الملك عبد العزيز آل سعود باسم أمير بريدة آنذاك عبد العزيز بن مساعد وكافة جماعة أهل بريدة من غير تعيين أحد منهم.
وذلك لكونها تتحدث عن تأسيس شركة لاستخراج النفط والغاز وتسويقه ويطلب من الناس في بريدة أن يسهموا بشركة تحت التأسيس لهذا الأمر.
والغريب العجيب أن الملك عبد العزيز يتكلم في رسالته على تأسيس الشركة وإسهامهما والأمل المنتظر من الربح العظيم فيها، وعن حال تلك الأسهم وأنها كالنقد لا تفسد ولا تضيع فائدتها وكأنما الملك عبد العزيز في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ بالنسبة إلى العلوم العصرية والإقتصادية السائدة في العالم التي لا يكاد الناس في بلادنا يعرفون عنها شيئًا في ذلك العصر كأنما كان الملك عبد العزيز يتكلم بلسان خبير اقتصادي معاصر.
والرسالة مؤرخة في ٢٨ محرم سنة ١٣٦٢ هـ. والأمير عبد العزيز بن مساعد كان في ذلك التاريخ هو أمير بريدة.