ويوم أن خرج أمير بريدة محمد بن عبد الله المهنا عن طاعة الملك عبد العزيز في عام ١٣٢٦ هـ. وأعلن أنه سوف يستقل بالقصيم وحارب الملك عبد العزيز كان الأمر مشكلًا على ابن مشيقح، فلا يمكن أن يحارب عبد العزيز بن سعود ولا يمكن أن يحارب جماعته أهل بريدة، قال لي ابنه عبد الله: اختار أبي البعد عن هذه الفتنة فانتقل إلى عنيزة طيلة الحرب، واعتزل فيها حتى انتهت وعادت بريدة إلى الملك عبد العزيز بمساعي جماعة أهل بريدة المخلصين له مثل الشريدة والجربوع، وكان قائد ذلك كله الزعيم محمد بن عبد الرحمن الشريدة رحمه الله، كما تقدم.
وقد رأيت أن اللقاء الذي أجرته مجلة (الدارة) دارة الملك عبد العزيز جدير بأن يذكر ملخصه هنا:
قال حمود بن عبد العزيز المشيقح:
عندكم تمر؟
جاءنا الملك عبد العزيز سنة ١٣٢٢ هـ، ونزل في هذا البيت الذي نحن الآن فيه، جاء من ناحية الصباخ لأنه ما كان يقدر أن يجيء من شرق القصر ومن جهة رجال ابن رشيد وابن رفعه، وكان الرجال هنا ينتظرونه للغداء، ولما جاء وصل متأخرًا وإذا الناس قد تغدوا.
قال له الحاضرون: يا طويل العمر نحن، والله، قد تغدينا.
فقال عبد العزيز: عندكم تمر؟ نحن منذ طلعنا ما شبعنا تمرًا.
قالوا: عندنا تمر.
وجلس هنا، وابتاعه، كان كلامه يوسع الصدر، وبعد هذه الزيارة توطدت معرفتنا معه.