للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا يبتغي شيئًا:

معاملة الملك عبد العزيز هي الدافع وراء المساعدات التي قدمها له بعض الناس، فنحن قد أعطينا بعض بني أخيه وأخاه محمدًا غفر الله له وغيره، ومنهم من كان يتأخر، أما الملك عبد العزيز فيسدد ويسوق السداد عنهم، وكان يقول: كل ما تعطونه لهم فهو علي، إن معاملته طيبة فهو ما يبتغي شيئًا من أحد.

وفي سنة من السنين جاءنا راعي أبها من آل عايض سنة ١٣٣٨ هـ. وجاء الملك عبد العزيز وقال للوالد: سلفونا ثلاثة آلاف (٣٠٠٠) ليرة وأحولكم على الكويت.

قال الوالد: وايش تبغي بها؟

قال عبد العزيز: ألف ابتغيها للعائض، وألف أعطيها لشلهوب لينقضي (١) بها حاجاتنا، وألف أعطيها لابن رميح ثمن أباعر اشتريتها منه.

قال الوالد: من جهة منصور الرميح فهو قد يمم الكويت، ومن جهة الألفين الأخرين فسأعطيك إياهما.

وقال أبي: عندما جئت بها له أخذها وحطها تحت مركاة (٢)، ويقول صالح بن عذل راعي الرس - وهو رجل طيب: عندما دخلت على عبد العزيز رفع عن المبلغ وقال: شف اليوم أنا تاجر.

يستأنس في بريدة:

كان الملك عبد العزيز يتردد على بريدة، ويبطئ فيها لأنه يستأنس في بريدة، ثم إنه تزوج عدة زوجات، ناسب ابن دخيل، ثم ناسب الربدي، وناسب الخيلة (أبا الخيل) في مرة كان يحكي عند الشيخ عمر مع الجماعة، والتفت فإذا


(١) (قضى) حاجته بالنقود اشتراها بها، وشلهوب هو محمد بن صالح بن شلهوب المسئول عن التموين للملك عبد العزيز آنذاك.
(٢) المركاة التي يتكي الجالس عليها.