الذمة وحفظ الحق، كما أن العلاقة المتأصلة مع وجهاء وأعيان المجتمع في المنطقة جميعهم وفي خارجها ومع رجال الدولة الناشئة الفتية الذين يكن لهم كل حب واحترام وتقدير ويربطه بهم علاقة وفاء وصداقة متأصلة لها ترتيباتها وإجتماعياتها، والمزارع ذات المساحات والمواقع المتعددة تتطلب إدارة خبيرة وأمينة وإشراف وتواجد ومتواصل مع كل موسم زراعي.
وفق جدنا عبد العزيز رحمه الله في توزيع تلك المهام والمسؤوليات على أولاده الشباب المحيطين به وذلك وفقًا لقدراتهم واستعداداتهم، فمنحهم مطلق الصلاحيات والاستقلالية في مهامهم، كما ترك لهم فرصة التقييم والمعالجة والتطوير في المنهج والأساليب، فانطلق كل واحد فيهم يدير العمل وكأنه تحت ملكيته الخاصة مع التأكيد والتشديد على عامل الإلفة والترابط والإحترام المتبادل بين الإخوة جميعًا.
فالوالد صالح بن عبد العزيز رحمه الله - على سبيل المثال - قد تولى عدة مهام، وتحمل جملة من المسؤوليات في حياة والده ومن بعد وفاة والده يمكن وصفها بالمهام الصعبة، فقبلها بكل رضا وبقدرة وتحمل لتبعاتها دون تذمر أو تقصير في أداء تلك المهام.
حتى أن هذه المهام بمجموعها قد أثرت على طبيعة حياته العامة وصبغت سيرته بنوع من الجدية قضت على كل عناصر التسلية والفراغ لديه.
بالوقوف على بعض من معالم سيرة الوالد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن حمود المشيقح رحمه الله تعالى نجد أن حياته كانت حافلة بالعطاء المتميز وبالخبرة الثرية لحب العمل المتواصل، حتى أن تلك المهام والمسؤوليات قد أخذت من كل ركن في حياة الأسرة الكبيرة بطرف بارز.