كان رحمه الله تعالى شديد الزهد وكان متواضعًا بدرجة ملفتة يجالس الفلاحين في مواقع عملهم وأماكن استراحتهم ويمازحهم ويتتبع أحوالهم وأشعارهم وأمثالهم فمن الأقوال التي قالها:(اليوم الجمعة عيد الفلاليح).
لم يتزوج رحمه الله تعالى بالمرأة الثانية إلَّا في آخر عمره عندما اشتدت رغبته إلى الأولاد وقد توفي وله من أولاد عشرة، ستة أبناء هم علي وعبد الكريم وسلميان ومحمد وعبد الرحمن وإبراهيم، ومن البنات أربع
ورغم تواضعه وكثرة مشاغله وطبيعة مهامه التي تتطلب الجهد فقد كان رحمه الله يحرص على النظافة في جسمه وملبسه يكتحل ويتطيب كل يوم ويلبس المشلح الرسمي في خروجه السوق خاصة في يوم الجمعة التي يخرج فيها للمسجد مبكرًا قبل النداء الأول بل كان شديد الكره للأطعمة والمشروبات التي تفتقر للنظافة ويعزف عن تناولها.
إن من علامات النجاح في حياة الرجل عامة ومن دعائم القوة في بناء وتجسيم شخصيته أن تأتيه المهابة دون تصنع لها.
وأحسب أن هذا جميعه قد تكامل في شخصية الوالد صالح بن عبد العزيز رحمه الله وإن استعراض الأمثلة والشواهد التي يرويها محبوه ومعاصروه.
رغم ملازمة المرض له مدة طويلة إلَّا أنه لم ينقطع عن العمل أو ينعزل عن الناس بل غالب المرض واستمر في عمله وكان رحمه الله يرفض مراجعة المستشفى لا خوفًا ولكنه الورع حتى قال لمن حوله ممن ألح عليه بدخول المستشفى إنه يكره أن تباشر متابعة علاجه ممرضة أجنبية عنه فقالوا له يمكن حل هذه المشكلة بأن يقوم البنك المرافق بإعطائك العلاج أما الإبر فيمكن تغطية وجهك عند أخذك إياها فقبل ذلك مكرها وتحت الضغوط خاصة عندما ازدادت حالته الصحية سوءًا.