فلما صار عام ١٣٧٨ هـ فتحت المحاكم في القصيم وتنازل الشيخ عبد الله بن حميد عن القضاء في القصيم وتعذر الشيخ صالح الخريصي عن دخول المحكمة، فكان خالي عبد الله العبد العزيز المشيقح سياسيًا فأتي إلى الشيخ صالح فقال له: أدخل المحكمة كاسم، ويكون الشيخ علي البراهيم مساعد لك ويتولى عنك أمور المحكمة، فقال: إذا التزم الشيخ علي فلا مانع عندي فعند ذلك لم يسعني إلَّا الموافقة، وقلت للشيخ صالح: نعتبر المحكمة (محل) فإن كان طريقها على ما ذكر في كتاب المغني والشرح الكبير في سلك القضاء من ضبط القضايا والسجلات وأنها لضبط أحوال الناس فلا مانع لدينا، وإذا رأينا شيئًا يخالف ذلك فبالإمكان أن نعتذر عن هذا، فقال: هذا هو الصحيح، ومن ذلك الوقت توليت القضاء.
س ٨: ما رأيك في ظاهرة كثرة الكتب في الساحة؟
ج: رأيي أن كثيرًا مما يطبع من الرسائل ونحوه مشغلة وتصد عن كتب أهل السنة والجماعة.
س ٩: هل يستطيع الإنسان أن يوفق بين طلب العلم والتجارة؟
ج: إن طلب العلم الحقيقي لا يتفق مع التجارة كما قال بعض الأدباء من العلماء الأقدمين: لا يطلب العلم إلَّا من أغلق دكانه وخرب بستانه، لأن طلب العلم الذي هو خشية الله يملأ قلب صاحبه فلا يتسع لغيره، أما الجمع بينهما فقد كثر في عصرنا هذا، وهو في الحقيقة في غالب ما شاهدنا تعلم بدون تطبيق.
س ١٠: ما الفرق بين خطباء الماضي وخطباء الحاضر؟
ج: خطباء الماضي يخطبون على الوجه المقصود الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف هذه الأمة وهو الوعظ والتذكير بالجنة والنار وهذا الواجب، أما خطباء هذا العصر فإنهم يخطبون عن المناسبات وتكاد الخطبة لا تؤثر.