ومثل هذا بلا شك لا يستطيع أن يميز بين نجم وآخر، بل قد يجهل مضمونها قبل مدلولها، إن كان هذا يحصل مع النجوم التي منحها الخالق نورًا ظاهرًا فما بالكم بالبشر الذين وإن حظوا من خالقهم بمكامن مضيئة يتم التعبير عنها بالأقوال والأفعال عبر مسيرة الحياة، إلَّا أن من يتابع مثل ذلك من المحيطين بهم أقل بكثير من الناظرين إلى السماء.
ولعل مشهد الوادع الأخير الذي حظي به هذا النجم الذي انطفأ من سماء بريدة وأعني به الشيخ الزاهد العالم الخطيب محمد بن عبد العزيز بن حمود المشيقح - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته، وقد شيعته بريدة يوم الأحد الموافق ١٣/ ٣ / ١٤٢٨ هـ في مشهد مهيب، كان لي شرف القرب من المرحوم بحكم النسب والجيرة وهذا جعلني أرصد بعض إضاءته الإنسانية والإيمانية، وهنا أقدم الشكر للكاتب عبد الله بن عبد الوهاب البريدي على ما خطه قلمه في الجزيرة الغراء عن هذا العالم العابد من حفظه للقرآن وحرصه على التدريس في مسجد المشيقح وغيره مما ورد في مقال الكاتب البريدي.
وبدوري أقول: كان الشيخ المشيقح - رحمه الله - يقوم بزيارة خاله الشيخ عبد الله المحمد الصقعبي بعد صلاة كل يوم جمعة، وقد تتكرر هذه الزيارة لأكثر من ثلاث مرات مساء في الأسبوع الواحد.
واعتدنا على رؤيته - رحمة الله عليه - ونحن نلهو بالعابنا بالحارة، يحمل العديد من أكياس الفاكهة ويقوم بتوزيعها بعناية، وكانت الفاكهة في أواخر الثمانينيات الهجرية وأوائل التسعينات نادرة الوجود لدى الأسر المتوسطة في بريدة، فما بالك بالأرامل والأسر المحتاجة، وكان يوزع هذه الفاكهة على الأسر الأكثر حاجة في الحارة.