كنت أرقب تحركاته - رحمه الله - لإعجابي الشديد لسيرته ومسيرته، وكان هو أيضًا من يستقبلني صوته وهو يؤم المصلين في مسجد المشيقح، كما أسميه أنا ومن هم في جيلي أو مسجد (عيسى) كما يسميه جدي، وكان الشيخ محمد إمام المسجد بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الله، واستمر إمام وخطيب المسجد طيلة أربعين عامًا.
كان يؤم المصلين الفروض الخمسة بالإضافة لصلاة التراويح والقيام في رمضان، وقد اشتهر بالورع والخشوع حيث كان الكثير من الناس يحرصون على الصلاة خلفه، وحضور ختم القرآن في ليلة خمس وعشرين من رمضان.
حيث ظل يقرأ طيلة هذه السنين في ختم القرآن الدعاء الذي كتبه له خاله الشيخ محمد بن عبد الله الصقعبي، ولكون العم محمد إمامًا للمسجد ومعلمًا ومربيًا فقد كان يتعامل معنا نحن فئة (العيال) باللين والأبوة الصادقة، فقد صادف في مرات عديدة خروجه من المسجد ورؤيته لي ولعدد من أبناء الحارة نلعب كرة الطائرة أو ألعاب أخرى ولم نشهد الصلاة معه.
كان يلاطفنا ويعطينا الحلوى كعادته وقبل أن ينصرف يأخذ وعدًا منا جميعًا بأن نشهد الصلاة في الصف الأول، وكنا نفي بوعدنا أحيانًا.
وحول الاستشراقات الأولى لهذا النجم المليء بالروح الإيمانية الصادقة البعيدة عن حب الدنيا وهواها ذكر الأخ البريدي في مقالته التي نشرت في الجزيرة أن والدة العم محمد رأته في المنام وهي حامل به وهي تلبس عقدا متميزًا وفسَّر في حينه أنها سوف ترزق بمولود ذكر يعمر طويلًا، وفي هذا السياق ذكرت لي جدتي خديجة الصالح الصقعبي وهي ابنة عم والده الشيخ محمد وزوجة خاله عبد الله أنها كانت تذهب بصحبة ابنة عمها وابنها الوحيد محمد، وكان رضيعًا إلى مشارف مدينة بريدة من جهة الخبوب الغربية فوق حارة العجيبة بالقرب من أثل هناك،