يصلي ما كتب له ويعود لمنزله ويتناول الإفطار، ثم يرقد إلى الساعة الحادية عشرة تقريبًا، ثم ينشغل بالإطلاع بمكتبته إلى صلاة الظهر، وبعد صلاة العصر يحدث الشيخ جماعته في المسجد بما تيسر من أحاديث كتاب رياض الصالحين، ثم يذهب لمجلسه بمنزله لتبدأ القراءة عليه بأمهات الكتب، فقد لازمته بهذا الدرس قرابة الخمسة عشر عامًا حفظت عليه من خلالها القرآن الكريم، وقرأت عليه تفسير ابن كثير - رحمه الله - وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكتابي زاد المعاد والجواب الكافي لابن القيم رحمه الله - والبداية والنهاية لابن كثير - رحمه الله - وذلك إلى قبيل آذان المغرب.
ثم يذهب الشيخ للصلاة وقبيل صلاة العشاء يحدث الناس كعادته في المسجد إلى أن تقام الصلاة، ثم يذهب لمجلسه ويستقبل زائريه لتبدأ القراءة في السيرة النبوية العطرة من قبل ابن أخيه الشيخ المعروف علي بن عبد الله المشيقح إمام وخطيب جامع السادة، وكان - رحمه الله - يتأثر كثيرًا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح، علما أن هذه القراءة مستمرة ومألوفة بمنزل الأسرة منذ أكثر من خمسين عامًا.
وكان الشيخ رحمه الله - تهجد في كل ليلة منذ أن بلغ الحلم إلى أن مات - رحمه الله - فقد لازمته بالحضر والسفر ما رأيت مثله، كان مدرسة في الزهد، وكان - رحمه الله - مشتاقًا للقاء ربه عازفا عن الدنيا، مداومًا علي طاعة الله، جل همه العبادة لا يفتر لسانه عن ذكر الله، إمامًا لمسجد المشيقح بعد أخيه عبد الله منذ عام ١٣٩١ هـ - أي قرابة سبع وثلاثين سنة، قلبه معلق بالمساجد، يفكر في أوقات الصلوات الخمس، لا يكاد ينتهي من فرض إلَّا ويستعد للفرض الآخر، يختم القرآن بأكمله كل ثلاثة أيام، مجالسه عامرة بالذكر والقراءة والعلم، يكره الغيبة والنميمة في مجلسه.