للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الشعر الفصيح فإن في الأسرة شعراء.

منهم إبراهيم بن فهد المشيقح من شعره قصيدة بعنوان (أيا وطني) (١):

مهد لها بقوله: إن الكتابة عن الوطن تمثل الكتابة عن الذات وعن الروح وعندما يسمو الوطن تسمو روح المواطن فتسمو المشاعر:

أبادلك الغرام أيا بلادي ... فأنت لشعبنا جسد وروحُ

أيا وطني!

على كثبان رملك أستريحُ ... وتحت سمائنا فلٌّ وشيحُ

وفوق جبالك السمر التقينا ... وفي وطنيتي هاج القريحُ

أيا وطني .. وفي وطني امتزجنا ... وفوق جباهنا وشمٌ صريحُ

إذا انطلقت خيول المجد يومًا ... فإن خيولنا شهبٌ وريحٌ

يغالبني شعوري بانتمائي ... فيأخذني التملق والمديحُ

على وطني أرى الأمجاد تنمو ... وفي وطني لها عطرٌ وريحُ

وفي وطني يجول العزّ طولًا ... وعرضًا، رافعًا علمًا يلوحُ

وفي وطني ذراع الخوف غُلتْ ... ورجل الخوف شلَّت، لا تروحُ

وفي وطني لمعوزنا عطاءٌ ... فلا يبكي الفطيم ولا ينوحُ

وفي وطني أسود الغاب ثارت ... فولّى الذئبُ والتامتْ جروحُ

إذا زارت تداعي كل ظلم ... وإن سكنت تغشاها الوضوحُ

أهنيء شعبنا بولاة أمر ... يُشاور في أمورهمو النصوحُ

أبادلك الغرام أيا بلادي ... فأنت لشعبنا جسد وروحُ

أيا وطني .. وفي وطني قلوبٌ ... يجمعهابه الدين الصحيحُ

أيا وطني - وفي وطني عقولٌ ... يصالحها على المجد الطموحُ

ففي وطني لأهل الفكر حرثٌ ... ومضمارٌ لعالمنا فسيحُ

لأهل الزيف في وطني لجامٌ ... ويخطب فوق منبره الفصيحُ


(١) الرياض في ٢٨/ ١٢ / ١٤١٧ هـ.