للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصبحنا نداء الحق دومًا ... فيهرب نحو مخبئه القبيحُ

وتسمع في ظلام الليل همسًا ... فيعجبك التهجد والفحيحُ

ففي وطني رجالٌ أتقياءٌ ... وفي الهيجاء تعجبك الصفيحُ

أيا وطني إليك ربيع عمري ... فداء، ليس يعرفه الشحيحُ

ومن شعره قصيدة بعنوان:

يا سيد الشعر:

رسالة من شاعر ضاقت عليه الأرض بما رحبت:

كيف استعدت لهذا السهد عيناهُ ... طفل على وجهه تمتد بلواه

طفل أتي للأسى حبوًا وفي يده ... جرح الفطام .. وفي عينيه شكواه

نغاؤه آهة بالدمع قد مزجتْ ... أواه من دمعة المحروم أواه

يا أمهُ .. كفه كانت تداعبها ... وكفها خلف سور الموت ترعاه

ترعرع الطفل في أحضان محنته ... هم، وحزن وكيد الليل أعياه

* * * *

يا سيد الشعر لولا الله ما وقفتْ ... دموعنا، فالأسى جمرًا جرعناه

أما رأيت جراح الطفل نازفة ... حتى غدا الحزن من إحدى سجاياه

يا سيد الشعر لو شاهدت دمعته ... وقد تغشاه ما قد كان يخشاه

وقد تغشاه خوف لو ألم بنا ... الفارق النوم عينًا جد تهواه

يا سيد الشعر هذا الطفل يشبهني ... ما كان لي أن أقول الشعر لولاه

سقاني الحزن كأسًا من منابعه ... جفت ينابيع أحلامي لسقياه

مضى بي الزورق المخروق يلطمه ... موج الأسى وحمام الحزن يلقاه

حملت أحلامي الصغرى على كتفي ... بين الذئاب، وكل فاغرٍ فاه

ودعت أهلي وصحبي حين صافحني ... ليل الفطام، وكل الأهل أشباه

* * * *