سأل الكبير فجاوبته صغارنا ... إن الجسام أمامنا لصغارُ
إن الأسود إذا أبيح عرينها ... فاعلم بأن زئيرها إنذارُ
زارت فما صمدت أما زئيرها ... إلَّا ذئابٌ غرَّها مكارٌ
فتدافعت نحو المنية .. إنها ... قد أنذرتُ ولأسدنا الإعذارُ
أسد يقود جموعها صقر إذا ... أهوى .. فكل عزيمة تنهارُ
ردَّ الكرامة للكرامة إنه ... حرٌّ ويأبى أن يباح وقارُ
حمل السلاح بكفه .. وبصدره ... حمل الكتاب وزاده الأذكارُ
قصد (الرياض) وقد أتاه عبيرها ... إن المحب يقوده التذكارُ
حمل السلاح وروحه في كفه ... إن الكريم يثور حين يثارُ
دخل (الرياض) فبادلته حنانها ... وتعانقت بلقائه الأسوارُ
فكَّ القيود عن الحبيبة شامخًا ... وبمعصم الغيداء شعَ سوارُ
يا أيها الصقر الذي في أرضنا - ... أحيا الشريعة فانثنى الأشرارُ
أشعلت نهجا للنبوة قد خبا ... وهدمت قبرًا يرتجي ويزارُ
ووضعت كفك في أكف دعاتنا ... صدقًا وحفّ مكانك الأخيارُ
طهَّرت أرضًا كان يشرب أهلها ... كدرًا وينهش عرضها غدَّارُ
وجمعت شمل بناتها من حولها ... وتباشرت بقدومك الأخبارُ
يا أيها الصقر المحلق في العلا ... أتراك تبصر كيف تبدو الدارُ
في كل شبر بصمة من كفكم ... هب النسيمُ توقف الإعصارُ
نبت الكلا .. وتسامقت أحلامنا ... شب الصغيرُ وأشعلت أنوارُ
يا أيها الصقر المحلق في العلا ... عجز الكلام وأخرس الشعَّارُ
* * * *
مائة من الأعوام ترفل عندنا ... جعلت عقول الحاسدين تحارُ
سمراؤكم لبست جميع حليها ... وتزينت وتجمع السمارُ
تاج الرخاء، وحمرة الدين اعتلت ... خد المليحة، والأمان خمارُ