والله لولا حشمتي وحياؤها ... قد قلت شيئًا لم يقله (نزارُ)
وطنيتي جعلت فؤادي خافقًا ... فإلى متى تتجهم الأبصارُ
* * * *
مائة من الأعوام صاغ جمالها ... صقر الجزيرة إنه المغوارُ
وطنيتي إني رأيت جدارنا ... لبناته شرف سما وفخارُ
وطنيتي إني رأيت سماءنا ... كنفوسنا تصفو فلا اكدارُ
وطنيتي هي مصحفي وعقيدتي ... هي قبلتي يهفو لها المحتارُ
وطنيتي هذا مدار قصيدتي ... تزهو بها الخطرات والأفكارُ
وطني أحب سماءه وترابه ... فلكم أقيلت في ذراه عثارُ
وأحب فيه الشمس تلهب مهجتي ... وتَشُّدنَا نحو العلا الأقمارُ
* * * *
يا بقعة الأرض الشريفة غرِّدي ... فبمكة اشتاقت لنا الآثارُ
من نخل يثرب قررت وطنيتي ... فشربتها ودعاني الأبرارُ
عيناك يا صقر الجزيرة فيهما ... تاريخ أجيال لها أسرارُ
يوم التئام الشمل صار حكاية ... شهدت على تأليفها الأقدارُ
سبكت مداك قلوبنا فتألفت ... لولا الهدي ما زالت الأخطارُ
إني أقول على مشارف قرننا ... من يتق الرحمن سوف يجارُ
غنت لكم فوق الغصون بلابلٌ ... وتراقصت لغنائها الأشجارُ
أبناؤكم حملوا على أعناقهم ... مجدًا له في العالمين شعارُ
حملوا السلام إلى الوري بخصالكم ... ولهم من الدين القويم ستارُ
(صقر الجزيرة) تلك بعضَ مشاعري ... فبقيتي أزرى بها استعبارُ
وطني له من كل عرق نابض ... ديوان شعر ما نَمَتْ أزهارُ
وطني أحبك من صميم عقيدتي ... فبها يزول عن الوجوه غبارُ