وباختصار لماذا نبقى منفعلين لا فاعلين في هذا الميدان؟
ولا شك في أن هذا التساؤل في محله، والعجب والمتعجب منه، ذلك بأن العاقل يعرف أثر الصناعة في أمثال كثيرة، ويمكن أن نذكر مثلًا منها واحدًا، أو كالواحد فالساعة اليابانية اليدوية ليس فيها من المواد الأولية من الحديد والزجاج وما شاكلها إلَّا ما لا يكاد يصل ثمنه إلى ريال أو ريالين، ومع ذلك تباع بمائة أو مائتي ريال.
فهذا الفرق هو في المهارة في التقنية التي نشأت منها الصناعة الدقيقة التقنية، والسيارة اليابانية التي تباع الآن بمائة ألف ريال أو نحوها لو جمعنا ما فيها من المواد الأولية من حديد ومعادن وزجاج ومطاط وغيرها لم تكد تصل إلى ألفي ريال أو ثلاثة، وتبقى تلك الآلاف المؤلفة، بل العشرات من الألوف كلها كسبها اليابانيون من المهارة في الصناعة.
وهكذا صناعة الأدوات الكهربائية الدقيقة كالهواتف المحمولة وآلات التصوير الإذاعية وحتى الصناعات الطبية كالسماعات التي توضع في آذان من ضعفت حاسة السمع عندهم، ونظارات العيون.
ونعود إلى الكلام على الكتاب الذي بين أيدينا (اليابان وزمام الريادة الدولية) فنقول: إنه قدم له الدكتور محمود محمد سفر وزير الحج سابقًا، وإن النسخة التي نتكلم عليها مطبوعة في عام ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م في ١٥٩ صفحة على مطابع الحميضي.
وقد رق المؤلف حتى كاد يشف شفافية فاقت الكلمات المعبرة حينما صدر كتابه بالإهداء إلى شريكة حياته: زوجته.
أما الدكتور محمود محمد سفر فكانت مقدمته مبسوطة شملت ٥ صفحات من ٧ - ١٢ نقتطف منها ما يلي: