نفترق يومًا إلا لنلتقي في اليوم الذي يليه، ومع ذلك كنا نفتقد بعضنا افتقاد الأخ الأخيه، وكان فراقه هذه المرة صعبًا فقد ودعنا ببعد لا رجعة فيه أسأل الله أن يجمعنا به في دار كرامته.
إنه المرحوم صالح بن إبراهيم التويجري أحد أعيان مدينة بريدة ووجهائها، وواحد من أبنائها البررة الذين خدموها بكل أمانة وإخلاص.
قضى في وظيفته مديرًا لمالية بريدة أعوامًا عديدة كان خلالها نعم الموظف المخلص لدينه ومليكه ووطنه، يعطف على الفقراء والمساكين ويساعدهم بما لا يتعارض وأنظمة عمله.
وبعد تركه للوظيفة كان مثالًا للرجل الوفي الممتلئ خدمة وعطاء لا يوفر ماله ولا يبخل بجاهه، يساعد من يستحق المساعدة بالمال ويقف مع من يطلب المساندة بالجاه، أحبه الناس في حياته وبكوه كثيرًا عند مماته.
وكنت واحدًا من أصدقائه المقربين إليه، حزنت عليه حزنًا كثيرًا وبكيت لفقده دمعًا غزيرًا، وكان عزائي الوحيد فيه تلك الجموع الغفيرة من الوجوه الخيرة الكثيرة التي خرجت تودعه إلى مثواه الأخير والتي تدل على زيادة رصيده من الذكر الحسن إن شاء الله
لقد شيعته بريدة بأكملها شيبًا وشبانًا، شيعوه وودعوه وعلامات الحزن بادية على وجوههم الكل يدعو له والكل يترحم عليه، أسأل الله أن يقبل شفاعتهم فيه وألا يحرمه ما سمعت له من دعاء كما أسأل المولى أن يلهمنا الصبر وأن يعيننا على فقده. انتهى.
توفي صديقنا صالح بن إبراهيم التويجري في ربيع الأول من عام ١٤١٦ هـ.