كم أرشدوا الخلق نحو الشرع مع سنن ... أم القصيم بذكر القوم تفتخر
من ثم سافر كي يزداد معرفة ... نحو الرياض التي بالعلم تزدهر
على ابن عبد اللطيف الحبر قدوتنا ... شيخ المشايخ ما من نهجه وضر
كم خرجوا من إمام فاضل فطن ... بالبر والخير والاصلاح يتزر
بمسجد المصطفى أم الوفود به ... وكان للشيخ في أرجائه أثر
سل عنه وهطان والأطلال شاهدة ... كذاك فيحان سله عنده الخبر
عم المصاب بموت الشيخ وآسفا ... فالعلم يبكي على أهل له قبروا
فموت أهل التقى نقص يهددنا ... ماذا عسى بعد أهل الخير ننتظر
أحباب قلبي مضوا الله في عجل ... ومن بقي منهموا للنحب ينتظر
بالأمس كنت فخورًا في مجالسهم ... بروضة ألف قد زانها الزهر
علم وبحث وتوجيه وتبصرة ... يسودها الخير لا الإعجاب والشجر
واليوم هم في بطون الأرض قد سكنوا ... الله فيها البقا والأمر والخبر
فالمجد مهما علا فالموت ينزله ... والعمر لو طال فيها طوله قصر
لا تغترر بحياة أنت تاركها ... انظر لمن ملكو فيها ومن أمروا
عجبت من فعل أقوام بها خدعوا ... يرغبون بعيش بعده الكدر
والموت مالكنا والسابقين لنا ... وهو الطريق الذي تحظى به الأخر
وبعده موقف تبدوا فضائحه ... لا يقبل العذر مهما المرء يعتذر
قد فاز من كانت التقوى بضاعته ... فهي التي بمقام الحشر تدَّخر
نرجوك رحماك من هول الحساب غدا ... بموقف ختمه الجنات أو سقر
فاجبر مصيبتنا واغفر لميتنا ... واختم لنا ختم خير يوم نحتضر
وجازه بجنان الخلد يسكنها ... دار بها الحور والولدان والدرر
وصل ربي على المعصوم من شرفت ... في يوم بعثته في فضله مضر
كذلك الآل والأصحاب ما طلعت ... شمس وما لاح في آفاقها القمر