للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما لم يكتف بهذا القدر رأى أن يتوجه إلى جبل طيء جهة حائل، وهي رحلته الثالثة، وكان الشيخ صالح آل بنيان أحد علماء هذه البلاد يجلس للطلبة فقدم عليه ولازمه سنة ثم عاد إلى بريدة إلى شيخه الشيخ محمد بن سليم.

أعماله:

بعد عودته من منطقة حائل كان إمام الجامع الكبير في بلد وهطان الأستاذ المترجم له قد بلغ من الكبر عتيا، ورق عظمه، ولا يستطيع القيام بالإمامة، فقدم جماعة البلد وطلبوا من شيخه محمد بن سليم إلزامه بالإمامة والجلوس للإخوان للتدريس، فألزمه بذلك، فامتثل أمر شيخه والتزم بالإمامة والتدريس.

ولما قدم جلالة الإمام عبد العزيز آل سعود بريدة وقدمت للسلام على جلالته وفود الحاضرة والبادية كان ممن قدم الأمير تركي الضيط من أمراء عتيبة، وذلك عام ١٣٣٦ هـ طلب من الإمام معلمًا لبلدهم في عالية نجد، فاستدعى الملك عبد العزيز المترجم له وألزمه أن يتوجه مع الأمير الضيط لتعليم عشيرته وإرشادهم، فلبى أمر الملك وتوجه معهم، وأقام عندهم ستة شهور.

ثم صدر الأمر عليه بالتوجه إلى بلد نفي لنفس المهمة، فنفذ الأمر وأخذ رحمه الله يتنقل بين وطنه وبين هذا البلد سنتين، ثم طلب إعفاءه والسماح له بالإقامة في بلده، فأجيبت رغبته ثم ابتعثه الملك عبد العزيز إلى جهة الجنوب عام ١٣٥٣ هـ مع الإخوان الذين أرسلهم إلى هناك بمشورة من الشيخ عمر بن سليم، وقد تنقل في عدة وظائف في تهامة وجنوب المملكة، ثم مرض في أبها وتوفي فيها عام ١٣٦٦ هـ (١).


(١) المبتدأ والخبر، ج ٤، ص ٣٩٦ - ٣٩٨.