عندما وصلت إلى بستانه استقبلني هاشا باشًا ولكنني لاحظت أن هناك العشرات من الناس معهم أطفالهم، ولم أفهم أن يحضروا بأطفالهم، وقد عرفت السر بعد ذلك إذ صاروا يأخذون عناقيد العنب من البستان بالعشرات وصاروا هم وأولادهم يقطفونها (كل يده له)، وقال لي زميلنا في الجامعة الأستاذ عبد الله الباحوت، وكان عمل مع الشيخ علي المطلق: إن بعض الناس يأخذون أيضًا من العنب أو من الثمرة الموجودة كالرطب والتمر إلى بيوتهم بمقادير معينة، ولا أحد يعترض على ذلك لا من الشيخ علي ولا من الذين يعملون معه، سواء أكانوا خدمًا له، أو أقارب له من جهة الأسرة.
والشيخ علي المطلق قلت في حاله وكرمه ما قلته في حال أبي سليمان السفير محمد الحمد الشبيلي وكرمه وهو أنهما يعطيان دليلًا ملموسًا على أن ما كنا قرأناه في الأدب العربي عن كرم الكرماء وعطائهم هو حقيقة لم يمحها الزمن.
الآن بعض الناس لا يتصور الكرم كما كان عند القدماء حتى يرى ما يكون عند المعاصرين.
ومع كرم الشيخ علي المطلق فإنه طالب علم معروف كان من طلبة العلم المعروفين المشهورين قبل أن يعمل بالتجارة وكانت له صلات قوية بالمشايخ وبخاصة آل الشيخ في الرياض، وأخصهم به هو الشيخ عمر بن حسن رحم الله الجميع.
وجده صالح المطلق كان من أصدق الأصدقاء لوالدي رحمه الله، وكنت أذكره يقضي مع والدي وقتا طويلًا في الأحاديث الغريبة والأخبار والنوادر.