أما الشيخ محمد بن صالح المطوع فقد أمضى في الإمامة فيه مدة طويلة وأدركت ذلك وصليت معه عشرات المرات، ولكنني عجبت من كونه لا يجلس إليه عدد أكبر من طلبة العلم، وقد تبين الأمر بعد ذلك وهو أن الشيخ محمد بن صالح المطوع غلب عليه الزهد والعبادة وتلاوة القرآن أكثر من أي عمل آخر.
وقد أزيل ما حول هذا المسجد ودخلت أرضه في أرض السوق المركزي البريدة وبقي المسجد وحده منفردا في شرق السوق يجلس فيه الآن الشيخ محمد بن سليمان العليط لعدد من الطلبة والرقية من يحتاجون إلى رقية من الناس.
كانت ولادة الشيخ محمد بن صالح المطوع في عام ١٣١٢ هـ وتوفي في عام ١٣٩٩ هـ.
كان أحد طلبة العلم يقرأ في ورقات أو كتاب صغير في ذم الدخان وشاربه، وأطال في ذلك واستمر ثلاثة أيام يلقي في هذا الموضوع درسًا فقال الشيخ محمد بن صالح المطوع: يا أخي أنت طولت على شارب الدخان حتى كدت تخرجه من الإسلام، هنالك موضوعات أهم ينبغي أن تتكلم فيها مثل الربا واللواط والنميمة التي هي سفرة الناس.
حضرت دروسًا قليلة من دروس الشيخ محمد بن صالح المطوع في مسجده ولكنني لم أقرأ عليه، وذلك لبعد مسجده عن بيتنا في شمال بريدة.
ولدينا في الشمال مشايخ أكثر تفننا منه كالخريصي والسكيتي وابن كريديس.
أما الشيخ محمد المطوع فإنه يركز في دروسه على العقيدة والحديث والوعظ والرقائق، ويدرس كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة.
ونفع الله به تلاميذه في صلاح حالهم مع الله، وتجنب المحظورات رحمه الله.