والده المؤدب المعلم إمام مسجد ماضي في بريدة، فمسقط رأس المترجم في مدينة بريدة عاصمة القصيم، وبما أن والده عبد الله لديه مدرسة أهلية فإنه إنضم إلى والده لتعلم القراءة وحروف الهجاء، ولم تطل أيام والده بحيث أن توفي في عام (١٣٣٧ هـ) بذلك الوباء العظيم.
ويدعى ذلك العام بسنة الرحمة عند العامة، وهلك بسببه خلق كثير في نجد والعراق والهند والأحساء وما يلي الخليج العربي، فأخذ في الدراسة على علي بن عبد العزيز الحوطي صاحب مدرسة أهلية في بريدة، لأن الأيام لم تمكن المترجم من الأخذ عن أبيه لوفاته بعد ولادته بثمان سنوات تقريبًا، وكان أديبًا قارعًا للشعر النبطي والعربي، وله أخ أسن منه وهو الشيخ عثمان العبد الله المعارك تولى القضاء مدة من الزمن وتوفي عام (١٣٩١ هـ)، ويمتاز المترجم بأنه دمث الأخلاق وطلق المحيا بشوش، وقد نال وظيفة في الجهة الشرقية من المملكة وخدم حكومته وأمته، ومن شعره قوله يمتدح وطنه بريدة ويذكر أيامه التي عاش فيها بصباه، وما آلت إليه في الأيام الأخيرة من الرفاهية والتقدم وحب الوطن من الإيمان:
بريدة قد تاقت إليك مشاعري ... وطاب لنا ذكر من رياضك والربا
بريدة ما إغنى تراثك إنني ... فخور ومشتاق إلى مرتع الصبا
بريدة شمس في القصيم منيرة ... لقد شاهد الزوار ما كان أعجبا
معالم الدار ذكراها لمفخرة ... لكل فرد لها قد كان منتسبا
أغني بريدة قد ضاعت معالمها ... وغرد الطير في أجوائها طربا
فيها المشاريع والعمران قائمة ... والبعض منها قريبًا صار مرتقبا
أما الشوارع قد شاقت لناظرها ... ثم الظلام اختفى من بينها هربا