ومنهم إبراهيم بن عبد الله المعارك المتوفى عام ١٣٣٧ هـ كان له ملك نخل في وهطان، وكان في الملك صوبة للتمر، وهي مخزن التمر أكبر من الجصة، وصادف أن ثمرة النخل كانت قليلة في سنة من السنين فوضعوا في الصوبة مكان التمر مليسا وهي نوع من الدخن الصغير الحب الأملس، وهناك فقير كان نازلًا غير بعيد منهم كان قد اعتاد على سرقة التمر من هذه الصوبة لحاجته إليه وليس لبيعه، وكان يظن أن الصوبة فيها تمر فنزل فيها فغاص في المليسا وصار كل ما تحرك ثقل جسمه وغاص في الميسا ثم اضطر للصراخ عندما بدأت المليسا بالدخول إلى فمه خشية الهلاك، فسمع إبراهيم المعارك صوته وجاء إليه ووضع تحته حجرًا يقف عليه حتى انتشله.
ومنهم عبد الله بن إبراهيم المعارك كانت له مدرسة (كُتَّاب) في بريدة.
ولد عام ١٢٧٣ هـ وظل مدة طويلة إمامًا للمسجد الذي صار يسمى (مسجد ماضي) لأن ماضي كان مؤذنًا فيه لسنين طويلة.
توفي عبد الله المعارك هذا في عام ١٣٥٨ هـ.
ترجم له الشيخ إبراهيم العبيد، فقال:
وممن توفي فيها عبد الله بن إبراهيم المعارك كان رحمه الله إمامًا في أحد مساجد بريدة المشهورة وزاهدًا متعففًا وفيه رقة وخشوع عند تلاوة الذكر الحكيم، كما نقل لنا عن بعض رفقته في السفر إنه كان راكبًا جملًا لحج بيت الله الحرام ويتلو القرآن وهو راكب فلما بلغ قوله تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} فجعل يرددها ويبكي حتى جعلت لحيته تهتن بالدموع من خشية الله تعالى، وكان محبوبًا عند الناس لأنه مؤدب ومعلم للصبيان ومتواضع وله سجع مليح في الكلام وذا عبادة وصبر على قوارع الزمان.