وبالفعل خرجنا جميعًا إلى الإبل نحن وابن مضيان ورجال معه وأصحاب الإبل فلما وصلنا إلى هناك صوت لها بصوت عالي فتركت الإبل وخصتن من بين الرجال وهي تحن حنينًا غريبًا ووضعت رأسها على كتفي كما فعلت في المرة الأولى فتأثر القوم وقال الأمير خذ ذلولك يا المعتقي ولا تذهبون حتى نقوم بالواجب ثم نأذن لكم وأمر رجاله أن يأخذوا قعودًا من هذه الإبل ويذبحوه عقوبة على أصحاب الإبل ويكون ضيفة لنا فكان يوم مشهود من أيام المدرج ثم توادعا من هناك وتفرقنا، وكان والدك يردد ويحدو في مسيره قصيدة في مطلعها هذه الأبيات:
يا حمود من عيّن اسعيفا ... ذلولي من حسبة عيالي
كم نوبة وردت الحيفا ... وانا على كوره العالي
يقول عبد العزيز العجلان وبعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله عام ١٣٧٣ هـ باع صالح المعتقي ذلوله المشهورة اسعفاء بالأحساء وكسر الشداد على ما يقولون ورجع إلى بريدة وترك الأسفار بالإبل.
وفي يوم من الأيام في عام ١٣٧٨ هـ دخل صالح سوق الإبل ببريدة فوجد ذلوله يحرج عليها والرجال قد أكملوا الدورة عليها فعرفت صالح بالشكل واتجهت ناحيته فغير المكان فتوجهت إليه وتحن حنينًا عجيبًا تعاتبه على الفراق فبكى وجعل يزاود فيها حتى اشتراها رادًا للجميل وحفظًا للود وهو لا يملك قيمتها كاملة فاستدان وأخذها وأكرمها وحلف ألا يبيعها بأي حال، وخرج بها إلى مزرعة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله في النقيب شرق بريدة وهو القاضي ببريدة في ذلك الوقت وكان والدي وكيلًا على المزرعة وبقيت عنده حتى نفقت بعد زمن، حرر في ٣/ ١٠/ ١٤٠٤ هـ.