قمنا وتوضينا وأذنا لصلاة الفجر وكان في صبيحة هذا اليوم موعد سفري والعودة إلى بريدة، وأنا لم أعير هذه الرؤيا أي اهتمام لأنني قلت في نفسي هذا من كثرة التفكير بالذلول.
وبعد ما تناولنا القهوة بعد صلاة الفجر قدمت لهم شكري على معروفهم وأني مهما عملت لا أستطيع رد الجميل لأن الذي يعمل المعروف ابتداء خير من الذي يعمله مكافأة واستأذنتهم بالعودة إلى بريدة.
فقال حمود والحلم؟ فقلت: أمرّها على طريقي تطييبًا لخاطره فقط، فقال لازم اذهب معك، فرفضت، وقلت: لا أريد تكليفك فحلف وأصر على الذهاب معي فذهبنا إلى هناك ولم نجد شيء ووقفنا على إبل كثيرة متفرقة سألنا عنها، ولم نقف على خبر وضاق صدري وحزنت من أجل حمود وتعبه معي لو أني لوحدي لكان أسهل.
ثم قلت لحمود لنذهب إلى الفيضة التي رأيت فيها سعفاء وبالفعل وصلنا إلى هناك فوجدنا أثر الإبل جديد له يوم أو يومين ووجدت أثر سعفاء تقفو الذود وأثرها فوق آثار الإبل فقلت لحمود صدقت الرؤياء ففرح فرحًا شديدًا يعادل فرحي أو أكثر ثم تبعنا الأثر حتى وجدنا إبلا كثيرة جنوب المدرج ووجدنا سعفاء هناك فصوت لها فأتت مسرعة وشمتني ووضعت رأسها على كتفي فبكيت وبكى حمود ثم أخبرنا أصحاب الإبل بأن هذه الذلول لنا فنهرونا وكاد يصلنا منهم شر فذهبنا إلى ابن مضيان أمير القرية وأخبرناه الخبر فدعاهم وأنكروا دعوانا وقالوا: إن هذه الذلول لهم وقال الأمير ما هو دليلك يا صالح المعتقي؟ فقلت بشهادة حمود الشنيفي وكذلك نخرج إلى الإبل جميعًا وأصوت لها إذا لم تأت فليست لي.