للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزال فيها طائفة من علماء الحنابلة النشطين، منهم شيخه حسن بن عمر الشطي، ويقال إنه لبث في طلب العلم في الشام عشر سنين، وقيل: بقي فيها سبع سنوات، وحصل كتبًا كثيرة مخطوطة، كلها بطبيعة الحال لأن طباعة الكتب لم تكن قد انتشرت آنذاك.

وعندما رأى نفسه أنه قد حصل على العلم الذي يطمح إليه وحصل أيضًا على كتب كثيرة حمل كتبه على بعيرين وتوجه إلى البصر الذي كان يقيم فيه، وكان فيه والده علي المقبل فلاحًا ملاكًا أي ليس أجيرًا، ولا عاملًا في نخل غيره.

وقبل وصوله جاء البشير إلى والده يبشره بأن ابنه سليمان قد توجه إليه، وأن معه حمل بعيرين لا يدرون ما هو الحمل، فظن أن ذلك شيء مادي مالي ينفعه من الناحية المالية.

ووصل الابن الشيخ سليمان إلى البصر وكان في استقباله والده الذي كان على لهفة من معرفة هذين الحملين اللذين أحضرهما ابنه، لذا أسرع يجسهما ويلمس ما فيهما، ولكن ابنه الشيخ سليمان يعاجله بقوله بفرح ونشوة: يا ابه هذولي كتب يسرهن الله، جبتهن من الشام ولا هنب موجودات بنجد، فتغير مزاج الأب وقال لابنه: أنا ظنيت أنك تجيب لي ريالات وإلا أنت جايب لي قرطاس! !

فقال الابن معتذرًا: يا أبتي أنت تعرف أني رايح للشام أطلب العلم ما رحت أدور الريالات.

ولما لم يقتنع الأب قال الابن: يا أبتي الله يعظم أجرك، كم عالم كان ما عنده إلا الكتب وبعدين يسر الله له وجته الدراهم بسبب العلم! عاد سليمان بن مقبل بعد أن مكث في الشام تلك المدة الطويلة إلى الاتصال بشيخه (قرناس) واطلعه على المهم من الكتب التي أحضرها وقرأ عليه أيضًا فوجده الشيخ قرناس قد صار شيخًا عديم النظير في المنطقة في وقته، وقد