أجازه إجازة وصلت إلينا وسبقني الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله إلى نشرها في كتابه (علماء آل سليم وتلامذتهم) فجزاه الله خيرًا.
وهذا لا يمنع إثبات صورتها هنا فهي مهمة في أسلوبها وفي إخراجها وهي شهادة من عالم جليل ليس كالعلماء الذين لا يعرفون إلا علوم الدين، بل هي من عالم وصفه إبراهيم باشا بقوله: أنت خطيب ذيب، وذلك عندما سأله إبراهيم باشا عن عمله، فقال: أنا خطيب المسجد في هذه البلدة - يعني الرس.
ونقل الناس عن إبراهيم باشا من أقواله الكثيرة قوله: ما شفت بنجد عاقل يتحرز للأمور إلا اثنين (الجربوع وقرناس).
وذلك أن الجربوع وهو اليربوع في الفصحى ذلك الحيوان البري الصغير الطويل الرجلين القصير اليدين فهو يحفر جحره ويعمقه ويجعل له بابًا إضافيا مستورا بقليل من التراب حتى إذا فاجأه عدو بالدخول من الباب الرئيس من الجحر كالحية التي تتطلب أكله فر من الباب الآخر غير الواضح.
ولم يبين الشيخ قرناس تاريخ كتابة الإجازة تلك ولكنه ذكر تاريخ قراءة ابن مقبل عليه في الفقه، وإنها من عدة مجالس آخرها في شهر جماد الأول سنة ١٢٥٧ هـ.