مقبل أن يعلن استنكاره لفكرة غزو حائل وإنكاره على الأمير عبد العزيز بن محمد ذلك فلما كان في خطبة الجمعة قال الشيخ ابن مقبل في الخطبة على المنبر: الفتنة راقدة، الفتنة راقدة، الفتنة راقدة لعن الله موقظها، لو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكًا.
وذلك كله لكي يفهم الناس موقفه من الغزو المزمع، ثم قال يشير إلى أن ذلك ظلم، ويحذر من أفعال الظلمة، أين الظلمة؟ يريد أن الله أبادهم ومحا آثارهم يحذر بهذا من الظلم، وكان بين المصلين رجلً أسود يسمونه عبدًا واسمه سَبْت وإنْ لم يكن مملوكًا لما سمع الشيخ ابن مقبل يقول: أين الظلمة؟ قال: حَوِّل زلفة.
والزلفة هي الدرجة من درجات المنبر يقصد أن أمير بريدة الذي يجلس تحت منبرك هو من الظلمة، واستمر الشيخ، ولم يبال بقول ذلك الرجل الذي يعرف عنه النقص في عقله قائلا: أين أعوان الظلمة؟
فقال: سبت: تكلم يا نحيط، ونحيط رجل من رجال عبد العزيز بن محمد.
وقيل للأمير عبد العزيز بعد انقضاء الصلاة: إنه يجب أن يؤدب سبتًا هذا على كلامه، فقال: هذا عبد ما يسوي ربعين، والربع سبق أن ذكرناه وأنه ربع ثلث الريال الفرانسي.
وبعد انتهاء الصلاة: مر الأمير على منزل الشيخ القاضي، وكان من المعتاد عندهم أن يمر الأمير بعد صلاة كل جمعة على بيت القاضي يجلس إليه ويشرب القهوة عنده وقد استمرت هذه العادة حتى أدركتها، وآخر قاضٍ تركت في عهده هو شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد.
قالوا: فلما اطمأن الجلوس بالأمير عبد العزيز بن محمد في قهوة الشيخ ابن مقبل قال له: يا شيخ أظنك تعنينا ما ودك نغزي حائل.