فقال الشيخ ابن مقبل: نعم، فضرب عبد العزيز بن محمد بيده على سافه وقال وهو يشير إلى قدمه، والله يا هذي إن توقف بسوق حائل.
فقال له الشيخ ابن مقبل: قل إن شاء الله.
قال الرواة: فلم يسمع الحاضرون أنه قالها.
إن هذه الواقعة حفظناها وسمعناها كما سمعناها من أشياخ ثقات أخذوها عمن قبلهم ممن حضرها، لأن الأمر أمر صلاة وخطبة في الجامع الذي يكون عامرًا بالناس، ولكنني وجدت الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام قد ذكر في كتابه (علماء نجد في ستة قرون) أن الأمير عبد العزيز بن محمد عندما فهم أن الشيخ يعنيه بقوله، وأنه ينهاه عن ذلك وقف في الجامع، وقال للجماعة: لا يغركم هالعبد الحمر اللي ما يسوى له ربعين! ! !
وهذا ظاهر البطلان عقلا فضلًا عن كونه باطلًا واقعيًا، فالشيخ ابن مقبل لم يذكر عبد العزيز بن محمد بالاسم ولا بالصفة، أو العمل حتى يستحق أن يسبه الأمير كما زعم الزاعمون ذلك.
ثم إن كون أمير القصيم يقف في المسجد المكتظ بالناس ويتكلم غير مبال بالخطبة ولا بحرمة المكان، ولا بتحريم الكلام فيه، أمر لا يمكن تصديقه، ثم كيف يقول عن الشيخ ابن مقبل: إنه عبد حمر أي أحمر أمام الناس؟ وهل يعقل أن يحدث ذلك من أمير كبير لقاض جليل وفي أثناء إلقاء الخطبة في المسجد الجامع؟
وقد بينت وجهة نظري تلك في الرد على الشيخ عبد الله البسام في (معجم بلاد القصيم): رسم بريدة.
ثم لم نعرف ولم يذكر لنا من كانوا يعرفون الأمور، ولم ينقل المؤرخون أن الأمير قد عاقب الشيخ ابن مقبل على قوله الذي يزعم الزاعم أنه تفوه به، وهذا غير معقول أن يبلغ التأثر بالأمير هذه الدرجة ولا يعاقب القاضي بعد ذلك.