ولو عاقبه أو نوى أن يعاقبه هل من المعقول أن يستمر القاضي في القضاء والأمر بالنسبة له كذلك.
وقد سألت الشيخ عبد الله بن بسام عن مصدره في ذلك، فلم يذكره وإنما قال: الأمير قال ذلك، الأمير قال ذلك.
فقلت له: هل لديك مصدر موثوق يثبت هذا الشيء غير المستساغ عقلًا؟
فذكر أنه ليس لديه شيء من ذلك.
وقد بلغ الشيخ سليمان بن علي المقبل من الإجلال والاحترام والمنزلة الكبيرة في النفوس درجة يمتنع فيها تصديق ما ذكر، فقد ذكر الأستاذ إبراهيم المعارك في كتابه في ترجمة الشيخ ابن مقبل من (أعلام القصيم) فقال وهو يذكر مثل هذا عن والده الشيخ عبد العزيز المعارك وهو إخباري معروف:
عرف الشيخ سليمان بن علي المقبل واشتهر بالعدل، وله محبة خاصة عند الجميع، حتى إن الشيخ حسن الشطي مفتي الحنابلة بالشام قد أجازه في التدريس والإفتاء بالشام.
وضرب به المثل في الورع ومهابة الملوك والأمراء (له) فقد حج فعلم به شريف مكة، فدعاه فعانقه الشريف، وأراد إجلاسه على كرسي بجانبه، فقال الشيخ:(والله جعل لكم الأرض بساطًا) وجلس على الأرض فجلس الجميع على الأرض، فأمر له بمال، فاعتذر عن أخذه، وقال: ستجدون من هو أحوج مني.
ولم تقتصر وجاهة الشيخ سليمان المقبل على صلاته بالآخرين، بل كان لها مظاهر أخرى منها وجاهة بيته الذي يسكن فيه في بريدة فحين عقلت الأمور إلى أن مضى لي من العمر نحو ١٥ سنة لم أكن أعرف بوجود بيت في بريدة من الطين، وجميع بيوتها من الطين مؤلف من ثلاث طبقات العليا منها سطحها مستور