الأموي، والتحق بالشيخ حسن بن عمر الشطي مفتي الحنابلة بالشام.
يقول الأخ العمري: وقد بلغني من بعض أسباط الشيخ سليمان أن الشيخ حسنًا كان مدة إقامة الشيخ سليمان بالشام قد انقطع للعبادة والتعليم، واعتزل الدنيا وبقي في حجرة بالمسجد الأموي لا يخرج منها إلا للصلاة والتدريس في المسجد الأموي، وأنه لمَّا رأى في الشيخ سليمان النجابة والرغبة في العلم وتحصيله، أكرمه وأنزله في إحدى غرف الجامع الأموي قريبًا منه، وقال له: يا بني إنه يأتيني في كل يوم طعام من أولادي وإنه يكفيني وإياك.
قال محدثي: وكان أولاد الشيخ حسن أربعة كل واحدٍ منهم يرسل له الطعام يومًا، واستمر الشيخ في ضيافته مدة إقامته لتعليم العلم في الشام عنده مدة تقارب عشر سنوات ملازمًا له ليلًا ونهارًا كأحد أبنائه فاستفاد منه فائدة عظيمة، وصار ينسخ بخطه بعض الكتب العلمية من مكتبات دمشق التي كانت تزخر بنفائس المخطوطات، وخاصة فقه الحنابلة، وكتب الحديث من رواية المقادسة، كان يشتري ما يمكنه شراؤه من المخطوطات، ولم تكن المطابع قد وجدت في البلاد العربية في ذلك الوقت، وقد أحضر معه حملين ومنها كتاب (الهداية) لأبي الخطاب، بخط الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة، كتبت عام ٥٤٣، ولا تزال عند آل مقبل أو عند الشيخ عبد المحسن بن عبيد النسخة التي طبعنا عليها كتاب (الهداية) بمطابعنا مطابع القصيم عام ١٣٩٠ هـ (١).
وقد أجازه الشيخ حسن الشطي في التدريس والإفتاء وأثنى عليه، وقال في مطلع إجازته في روايتي عن الشيخ عبد الرحمن المحمد آل مقبل الذي قد اطلع على الإجازة: ووصفها، وقال: إنها في ورقة خضراء صغيرة قال في مطلع الإجازة "سليمان بن علي النجدي ... الخ" ولم يقل آل مقبل، ويبدو أنه قد اشتهر