للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذا الاسم واللقب مدة إقامته في الشام، والإجازة بخط الشيخ حسن، وقد فقدت، وربما وجدت في بطن أحد كتب آل مقبل.

أعماله:

لما عاد إلى القصيم كان أهل بريدة بحاجة إلى قاضٍ لكبر سن قاضيهم الشيخ قرناس، فجمع الشيخ قرناس جماعتهم وقال لهم: لقد هيأ الله لكم قاضيًا منكم هو الشيخ سليمان بن مقبل.

فقال الجماعة: هذا تعلم بالشام ولا نعرف علمه ومعتقده، فقال لهم: عينوه على مسؤوليتي، فوافقوا وتولى القضاء، ولما بلغ المشايخ بالرياض تعيينه قاضيًا لبريدة كتبوا له يطلبون مقابلته لمعرفة معتقده وعلمه، حيث أخذ العلم بالشام وعدم اطمئنانهم لذلك، فأجاب لطلبهم وسافر إلى الرياض.

ولما عرف الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ مكانته العلمية وحسن معتقده جرى إقراره قاضيًا لبريدة، ولما كان القضاة آنذاك لا مرتبات لهم ولا قواعد، ولما كان الشيخ قد فتح منزله للأقرباء والغرباء، وابن السبيل حتى قيل: إنه كان يطعم الخصماء الوافدين مدة بقائهم في بريدة، وبعد فترة من قيامه بالقضاء لكثرة المصاريف المترتبة عليه، وقلة ذات يده تخلى عن القضاء دون إبداء الأسباب للجماعة.

ولما علم الشيخ قرنان واجتمع عنده جماعة بريدة قال لهم: أنا أعرف سبب تخلي قاضيكم عن العمل، فقاضيكم متعفف وليس عنده شيء ينفق منه، ولم يستطع تحمل المصاريف، واقترح أن تجعلوا أوقافًا على المسجد الجامع يكون ريعها للإمام، وسيكون القاضي هو إمام الجامع، فتم ذلك وكتبت الوقفية وتسلم الشيخ سليمان أوراق الوقفية (١).

وقال الأستاذ محمد بن عثمان القاضي:


(١) المبتدأ والخبر، ج ١، ص ٥٠٤ - ٥٠٧.