للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غلام أحمد النبوة موضع النظر، واحتمال أن تكون صحيحة، وإنما يقصد لوجه في تفسير الآية أو الحديث يتفق به مع الأحاديث الواردة في نزول عيسى - عليه السلام -.

فعلماء الإسلام -على اختلافهم في تفسير الآية والأحاديث- يتفقون على أن لا نبي ولا رسول بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، إلا ما ورد من نزول عيسى- عليه السلام -.

وقد يأتي داعية القاديانية إلى عبارات بعض من ذهبوا في تفسير الآية أو الأحاديث إلى معنى نفي النبوة التشريعية ابتغاء الجمع بينها وبين الأحاديث الأخرى، ويأخذ منها ما يقولونه من أن الآية أو الحديث في نفي النبوة التشريعية، ويدع بقية كلامهم الصريح في أنهم ارتكبوا هذا التأويل لقصد خاص: هو أن لا تكون آية: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]، وما يوافقها من الأحاديث نافية بمقتضى عمومها مجيء عيسى - عليه السلام -، وقد نبهنا في مقال سابق على هذا النوع من التزوير في كلام نقله عن الشيخ عبد القادر الكردستاني.

وإليك مثالاً آخر من هذا القبيل: قال الداعية: يقول المحقق الملّا علي قاري: "فلا يناقض قوله: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}؛ إذ المعنى: لا يأتي نبي ينسخ ملته، ولم يكن من أمته".

والواقع أن الملا علي قاري أورد حديث؛ "لو عاش إبراهيم، لكان نبياً"، وحديث: "لو كان بعدي نبي، لكان عمر بن الخطاب" (١). ثم قال:


(١) رواه أحمد، والحاكم.