ولم يمكث بهذه الخطة إلا بضعة أشهر، عاد بعدها إلى تونس، وإلى التدريس بالجامع الأعظم.
وارتقى إلى خطة مدرس من الطبقة الثانية إثر نجاحه في مناظرة سنة (١٣٢٥ هـ الملاقي ١٩٠٧ م)، كما عُين أستاذاً بالمدرسة الصادقية، ودُعي للتدريس بالجمعية الخلدونية، ثم انتخب عضواً بهيئة هذه الجمعية مع جماعة من كابر العلماء المشايخ: محمد رضوان، الطاهر النيفر، الطاهر ابن عاشور، بلحسن النجار، الصادق النيفر.
* رحلة الشيخ الخضر إلى الشرق:
لأمور سياسية، وضيق عام إثرَ الضغط المسلط على الناس من حكومة الاستعمار، وكبت الحريات، ثم لأجل أمور عائلية، منها: هجرة خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز إلى الآستانة، وهجرة إخوته إلى دمشق، ثم إخفاقه في نيل التدريس من الطبقة الأولى؛ لأجل كل هذه العوامل مجتمعةً فكر شيخنا في الرحيل، وزيارة الأهل والأقارب.
وفعلاً سافر يوم الخميس (٤ شعبان سنة ١٣٣٠ هـ الملاقي ١٨ جويلية ١٩١٢ م)، وزار جزيرة مالطة، والإسكندرية، والقاهرة؛ حيث ألقى درساً بالأزهر، ثم زار فلسطين ودمشق، والتقى هناك بإخوته، وقضى معهم شهر الصيام، ثم انتقل إلى بيروت، ومنها إلى إسطنبول لزيارة خاله الشيخ محمد المكي، ورجع إلى تونس في ذي الحجة سنة (١٣٣٠ هـ الملاقي نوفمبر ١٩١٢ م)، ونشر بجريدة الزهرة سنة (١٣٣١ هـ / ١٩١٣ م) خلاصة رحلته قائلاً:
"اقترح عليّ جماعة من الفضلاء أن أحرر خلاصة في آثار رحلتنا الشرقية، فعطفت عنان القلم لمساعفة اقتراحهم، بعد أن رسمت له الوجهة العلمية