الحرب أوزارها، وأخذت البلاد العربية والتركية هيئة غير هيئتها، هبطتُ مصر".
فهو يذكر سبب خروجه من تونس متطلعاً إلى حرية الرأي والفكر والعمل.
وهو يذكر تونس بكل خير، ويعترف بأنه خرج منها والعيشُ رغيد، والإخوان في مصافاة، ولا شيء في كلامه مما يروِّجه الحاقدون من إساءات. ويؤيد هذا: ما أشار إليه الشيخ الفاضل ابن عاشور عندما ترجم للشيخ الخضر، فقال:
"وبدأ الشيخ يُستهدف لما استُهدف له المصلحون العاملون من قبله من المكائد والسعايات والدسائس، فأصبحت كل حركة تبدو من الطلبة محمولة على حسابه، ونظرته أعين المسؤولين شزراً عندما أعلن طلبة الزيتونة الإضراب عن الدروس سنة (١٣٢٨/ ١٩١٥) باعتباره المسؤول عن ذلك التحرر. وبدأت النقمة تنتابه ... إلخ".
ج - لما زرته بالقاهرة، تجاسرتُ وألقيت عليه سؤالاً عن أبيات تُنسب إليه، وهل كانت الحوادث التي تشير إليها دافعاً دفعه إلى الهجرة؟ فضحك -رحمه الله- ملء شدقيه، وقال: تونس عزيزة، وأهلها كرام، وأنا لا أنساها، ولا أنسى حلو أيامها، وهذا الشيخ الكريم ابن الكرماء -يشير إلى الشيخ الخوجي- يشهد بصدق ما أقول، وبزيف تلك الأراجيف.
ولما خرجنا من عنده، سألت الشيخ الخوجي الكريم ابن الكرماء، فحقق لي أن المناظرة كانت بين رجلي علم، فاز أحدهما باستحقاق، ولم يقع فيها أي حيف.
ولما رجعت إلى تونس، سألت الشيخ الحطاب بوشناق، فحقق لي