أنه حضر المناظرة، وأن الشيخ محمد العنابي برز في إلقاء لدرس وشرحه، ونال إعجاب الحاضرين وإذا كانت المبارزة والمناظرة تقع علانية، فقد أيقن كل الحاضرين بفوز الشيخ العنابي قبل دخول المشايخ النظار للمفاوضة، وقبل التصريح بالنتيجة.
والأبيات -التي أشرنا إليها، والمنسوبة إلى الشيخ الخضر- نشرتها جريدة "إظهار الحق"، وهي جريدة معارضة لصاحبها محمد القبايلي، صدرت سنة (١٩٠٤/ ١٣٢٢)، ونصها:
تبّاً لهاتيك النَّظَارةِ أصبحَتْ ... كالثَّوْبِ يُطْرَحُ في يَدِ القَصَّارِ
والقصار هو قاضي تونس، والنجار هو الشيخ بلحسن النجار كاتبُ سر القاضي وقتَها، والمفتي فيما بعد سنة (١٣٧٣/ ١٩٥٣). وقد تحدث عنه الشيخ الخضر بالمدح والثناء عدة مرات.
وكان حدثني شيخي الجليل المرحومُ الحطاب بوشناق برواية أخرى رواها عن الشيخ صالح المالقي، ترجِّح استحقاقَ الشيخ الخضر للخطة، والفوز في المناظرة. وقال: إنه يحفظ أبياتاً تنسب للشيخ الخضر. ومضت الأيام، وعثرت على كنش المنعم الشيخ صالح المالقي، فوجدت به قصة المناظرة، وأنه حضرها، وكان وقتَها مدرساً من الطبقة الأولى، وأنه كان ينتظر فوز الشيخ الخضر؛ لأنه جاد. ثم أورد أبياتاً منسوبة إلى الشيخ الخضر، لكنه لم يجزم بصدورها عنه. والأبيات هي محاورة بين شاوش الوزير-أي: حاجبه-، وبين الشاكي، ثم بين الوزير وأعضاء اللجنة في الاسفسار عن النجاح والخيبة، وأسباب ذلك، وعن تظلم الشاكي. وهي أبيات ضعيفة في نسجها،