أبو خطوة ولى وقفّاهُ عاصمٌ ... وجاءَ لعبد الرازق الموت يطلبُ
ومن أسرة عبد الرازق: الشيخ مصطفى بن حسن بن عبد الرازق، وهو باحث فقيه أديب، وزير للأوقاف، شيخ للأزهر، درس بفرنسا وبمصر، وله مؤلفات مطبوعة.
ومن الذين تصدّوا للرد على كتاب "الإسلام وأصول الحكم": شيخنا الجليل علامة تونس محمد الطاهر بن عاشور الذي ألّف كِتاباً صغيراً سمّاه: "نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم"، طبع بالقاهرة بالمطبعة السلفية سنة (١٣٤٤ هـ / ١٩٢٥ م). وهو لم يفعل كصاحبه وصديقه الشيخ الخضر، ولم يمسك بتلابيب الشيخ عبد الرازق، بل إنه ردّ عليه رداً جميلاً لطيفاً، مفنّداً بعض مزاعمه، شارحاً بعض مواقفه، وموافقاً لبعض المقولات مع تقويم مقوماتها. فهو يشرح -مثلاً- موقف الشيخ عبد الرازق من الخلافة شرحاً دقيقاً، فيقول: إن الخلافة ظهرت صدر الإسلام في أجلى مظاهرها، ثم أخذت تتضاءل من عهد الخليفة الرابع، فلم تزل في تضاؤل وتراجع، ومرض وسلامة إلى أواسط الدولة العباسية، واستمرّ خروج الخارجين حتى بلغت إلى حد صارت به بقية اسم يورث، وليس لصاحبها من الحط إلّا الدّعاء فوق المنابر؛ كما قال ابن الخطيب في "رقم الحلل"، وصار اللّقب مجازاً لا حقيقة، إلّا أنّه مجاز سوغته علامة اعتبار ما كان، ولو أريد إعطاؤه من أوّل الأمر على تلك الحالة، لما كان، إذ كيف يمنح هذا اللقب لمن يكون على تلك الحالة بعد منحه كحالة قبله، وما يستطيع أن يفعل إذا كان أعزل عن كلّ قوّة؟ وهل يستطيع بالألقاب اللّفظية أن ينجو من الهوة؟ وكيف يطمع في ذلك من لا يدفع عن نفسه، ولا يكون غده أفضلَ من أمسه؟ أليس إيجاد هذا المنصب