لاختلاف الطبائع والعواطف، والمحيط وظروف الحياة ودرجة التمدن.
والخلاصة هي أن الحس يرجع بالمخيلة إلى عالم الغرائز، والعقل يرتفع بها إلى عالم الحقيقة، وأن الخيال لا يمكن أن يكون حراً طليقاً دون أي قيد، بل من الضروري تدخُّلُ العقل؛ لكبح جماحه، وهديه؛ لكي لا تصبح القصائد مجردَ هلاوس.
وهو يعتبر: أن الخيال ليس مجرد ملكة نفسية، بل هو -أيضاً- ملكة بلاغية، قادرة على المزاوجة المتكاملة بين البناء والمضمون، بين الشكل والمعنى، وهذه المزاوجة يلعب فيها العقل الدور الأساسي، وقد عبر عن ذلك بقوله:"إن التخييلي من الكلام هو: الذي يرده العقل، ويقضي بعدم انطباقه على الواقع، إما على البديهة، أو بعد نظر".
وهو يَعْتَبر أن الخيال الشعري هو بدرجة أُولى: أداء لغوي متميز وممتاز لمعان سابقة عليه، وهو إعادة تشكيل لمعان مجترة بواسطة لغة جديدة، وأن البناء اللغوي هو الذي يحدد درجة الخلق الشعري.
وهو بذلك يُرجع القيمةَ الفنية للشعر العظيم إلى المظهر الشكلي اللغوي، وليس فقط إلى المعنى ذاته، ومحتواه المجرد. وقدرةُ الشاعر المبدع تكمُن في تمكن خياله في إعادة تشكيل مفردات في مجازات وعلاقات وتراكيب جديدة، يعبّر بها عن نفس المعاني، لكن بأكثر خصوصية، وأكثر دقة، وأكثر عمق، وبأكثر فنية، وبأكثر حذق بلاغي.
واعتقاده أن اللغة وفنون البلاغة قادرة على تحمل أي عبء يرهقها به الشاعر، على شرط أن يتدخل الخيال المحكوم بالعقل.
وعنده: أن هذا الشكل من الخيال اللغوي البلاغي مهمته هي: