للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦ - مجلة "لواء الإسلام":

في سنة ١٩٤٥ - أصدر صديقه الشيخ العلامة أحمد حمزة مجلة "لواء الإسلام" شهرية دينية ثقافية اجتماعية، وطلب من الشيخ الخضر أن يتولى رئاسة تحريرها، فقبل هذه المسؤولية، واستمر في ذلك إلى أن تولى مشيخة الأزهر سبتمبر ١٩٥٢، وعندها تخلى عن التحرير، واقتصر على الكتابة فيها، وظل كذلك إلى عدد شهر فيفري (فبراير) ١٩٥٨، وهو الشهر الذي توفي فيه (١).

وعن دوره في هذه المجلة يقول مؤسسها:

"ومنذ اتجهنا إلى إنشاء مجلة "لواء الإسلام" نتقدم بها محتسبين النية خدمة لهذا الدين الحنيف، وبياناً لحقائقه، لم نجد علماً يحمل اللواء سوى الشيخ الخضر حسين، فأرسى قواعد التحرير فيها، وتعهدها بتوجيهه وقلمه وقلبه المشرق المنير، ونيته وإخلاصه - صلى الله عليه وسلم -، فسارت قدماً إلى الأمام تحمل رسالتها، وتتجه إلى غايتها، ومن ورائها (الخضر) ونخبة مؤلفة من العلماء المخلصين المؤمنين".

"ولم ينقطع عن رئاسة التحرير إلا عندما شغل منصب شيخ الأزهر. وفي هذا المنصب أعاد إليه كرامته، وأكد عزته، ولا يزال الأزهريون يذكرون له مواقف الشمم والإباء، وما زالت كلماته التي قالها، والتي استهل بها عهده فيه، تدوي في آذانهم، يرددونها، ويعترفون له بتحققها. . فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "وليت أمر الأزهر، فإن لم يزد في عهدي، فلن ينقص منه شيء". ثم ترك


(١) كان آخر مقال له بعنوان (فساحة الصدر ونزاهة اللسان عن المكروه) نشرته "لواء الإسلام" (س ١١ ص ٦٧٣ - ٦٧٥).