بصفته يدرس وتخرج عليه طلاب كثيرون، فكان الشيخ محمد يعمل في فلاحته ويأكل من كسب يده، فإذا ذري زرعه في البصر والمنسي في فصل الربيع فإنه ينحدر مسافرًا من البصر إلى المريدسية لطلب العلم، وكان يصحبه زميل له يدعى رشيد آل إبراهيم بن محيميد فيأخذان في الدراسة لدى الشيخ المذكور، فأما المترجم فإنه لا يرجع إلا إذا يبس التمر في رؤوس النخل وقت الصرام إذا حلت الشمس في برج الميزان.
وأما رشيد بن إبراهيم فإنه يرجع في آخر نهار الخميس ليؤم جماعة أهل البصر في صلاة الجمعة ثم يعود من آخر النهار.
أما مشايخ المترجم فإنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن سليمان العريني، وكان عالمًا من علماء القرية غير أنه خامل الذكر وأخذ عن الشيخ الزاهد الورع عبد الله بن محمد بن فدا، وذلك في حال إقامته في المريدسية أيام آل رشيد وناهيك به علمًا وعبادة وزهادة، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن حسين آل أبي الخيل، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان من زملائه صالح اللهيمي وعبد العزيز بن عودة السعوي وسليمان بن صالح السعوي، وأخذ عن المترجم خلائق كثيرون.
فمنهم الشيخ عبد العزيز بن سبيل وآل حديثي وأخذ عنه ابنه صالح بن محمد بن مقبل ودرس في البكيرية بعدما توظف في قضائها ودرس في البصر وتولى الخطابة فيها، وتخرج عليه طلاب كثير، وكان يحب عدم الشهرة ولا يحب الجاه والرئاسة.
ولما أن توفي قاضي مقاطعة القصيم الشيخ الفاضل عمر بن محمد بن سليم رغب الأهالي وذو الحل والعقد في أن يكون خلفًا عنه وساروا إليه من بريدة يطلبون منه أن يجيبهم على ما رغبوا فرفض وأبى ذلك فرفعوا إلى