صاحب الجلالة الملك خطابًا يطلبون منه أن يتولى قضاء المقاطعة فبكى واعتذر بكر سنه ففاز بالعافية.
ولما أن ولاه ابن سعود قضاء البكيرية سنة ١٣٤٧ هـ. أمر وكيل مالية بريدة أن ينفذ له ثمانمائة صاع بر وألفي وزنة تمر وألف ريال سنويًا فأبى أن يقبلها وقال لوكيل المالية ابقها في المالية حتى احتاج إليها، أما اليوم فإنني بغني عنها وأبى أن يقبلها وحج فعلم الملك عبد العزيز بقدومه فبعث إليه بكسوة وأمره أن يأتي إليه السلام، فرد الكسوة وجاء صباحًا للسلام على جلالته فقال له نفرش لك بيتا ونؤثثه فأبى واعتذر بأنه في بيت وكل ما يشتهي فهو عنده فطلب منه الملك أن يبعث إليه بناقة ليشرب لبنها فقبل غير أنه لم يتناوله بل كان يشربه أصحابه (١). انتهى.
وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام:
وُلد الشيخ محمد بن مقبل بن علي بن مقبل، القصيمي بلدًا، في قرية عشيرته (المنسي) اسم مفعول من النسيان - وهي إحدى قرى مدينة بريدة، المسماة (الخبوب)، وولادته في عام ١٢٨١ هـ، فنشأ فيها، وقرأ القرآن حتى حفظه عن ظهر قلب.
ثم شرع في طلب العلم، فقرأ على عمه العلامة الشيخ سليمان بن مقبل، كما قرأ على خاله الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ عبد الله بن حسين أبا الخيل والشيخ عبد الله بن مفدى، والشيخ عبد الله بن سليمان العريني - وكان شيخه هذا عالمًا لكنه خامل الذكر - والشيخ عبد الله بن بليهد.
(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ص الطبعة الثانية.