للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقدنا أبا برًا كريمًا عطاؤه ... له فضله بالبذل تبكيه أيتام

رحلتم عن الدنيا وما زال ذكركم ... سيبقى وإن مرت عصور وأعوام

وفارقت دنيانا وبالله جبرنا ... فكم فارق الدنيا من الناس أعلام

تحملت أمراضًا قليلًا شفاؤها ... وحانت وفاة الشيخ والشيخ بسَّام

ولما بدا للناس جُثمانُ شيخهم ... رأي الكل أن الحمل للشيخ إلزام

وساروا به وسط الزحام تدافُعا ... وطال انتظار الوضع والناس قد قاموا

وصلوا على بدر التمام وودعوا ... فقيدًا له في الخير دور وإسهام

أيا شيخنا واروك في القبر وانثنوا ... وفي القلب أهات على الشيخ ما داموا

فنم يا فقيد الصدق والزهد آمنًا ... ففي الصدق منجاة وللروع كمَّام

أيا قبرُ رحِّب بالنزيل لفضله ... عن القيل صوام وللخير قوام

لنا في رحيل الشيخ خير نصيحة ... نعت شيخنا للموت عرب وأعجام

سلام على روح الفقيد ورحمة ... من الله للمفقود في القبر إكرام

لقد كنت ذا علم وحلم ورأفة ... كما كنت قواما إذا الناس قد ناموا

وأمضيت كل العمر للدين خادمًا ... ولا زلت حتى ما انتهت منك أيام

فلم تعشق الدنيا ولكن عشقكم ... جهاد به يعتز دين وإسلام

ولم يثنكم عن خدمة الدين منصب ... لكم في سبيل الله جهد وإتمام

غيور إذا ما الدين نيسل جنابُه ... فما خافكم عن دعوة الحق لوَّام

لكم دعوة للحق في كل محفل ... لديكم لما تدعون علم وإلمام

وطهرت سمعًا عن كلام بغائب ... فلم تستمع ما قال واشٍ ونمام

وأعرضت عن دنيا الغرور ترفعًا ... ترى أنما الدنيا غرور وأحلام

فذاك الوري بالنفس لما تبلغوا ... رحيلًا له في النفس تقل وأوهام

فكم شبهة في الدين بينت حكمها ... لكم في بيان الحق عزم وإقدام

تصدرت الفتيا وأنت خبيرها ... ومن كثرة للرد قد كلَّ أقلام

بدا النقص في الأخيار والله حسبنا ... وربي بما يخفى على الناس علام

ثمانون عمر الشيخ تُتلى بتسعة ... مضت بين كتب العلم والشيخ فهَّام

فأضحى بفضل الله علامة الوري ... له في علوم الشرع باع وإلمام