وعما قليل قد أقاموا خيامهم ... وبعض من الإخوان للنار شاعل
ودارت أحاديث الطريق وإنها ... أحاديث سفر لا يكذب قائل
وظلوا بأطراف الأحاديث بينهم ... أحاديثهم صدق ومنها هوازل
ومالت رؤوس القوم للنوم بعدما ... أطالوا لذيذ القول والليل سادل
ويسعى لتقديم العشاء موفق ... ألا إن أكفاء الرجال قلائل
وبساتوا بخير شاكرين لربهم ... على نعمة أسدى له الحمد كامل
ولما بدا فجر النهار تيقظوا ... وأدوا صلاة الفجر والصبح ماثل
يلبون من يدعو إلى الخير أقبلوا ... ألا إن شخصًا لا يلبي لعاطل
وأدوا صلاة الصبح ثم تيمموا ... مكانًا به ما طاب للنفس حاصل
وشخص من الإخوان قدم خدمة ... أباريقه ملاى وللكاس غاسل
وبيض من البغداد بالبن هُيئت ... إذا ذاقه النعسان فالنوم آفل
ضحوك إذا الصحب جاوا بنكتة ... وإن يمزحوا يمزح بمزح يماثل
وسل عن فريق الاحتطاب فإنهم ... ليوث على جزل الجذوع صوائل
ولما رأت تلك الجذوع فؤوسهم ... تواصت بضبط النفس فالفرد راحل
وقد أظهرت تلك الجذوع صلابة ... وقد أرغمتها للخضوع المعاول
بأيدي رجال يسبق القول فعلهم ... وفأس إذا ما مر بالجذع قاتل
ودارت رحى حرب ضروس نتاجها ... جذوع على ساح القتال جنادل
وعادوا وألقوا بالغنائم كلها ... لتقسيمها فيهم إذا القسم عادل
وقالت رجال تعرف القسم جيدًا ... ألا إن وضع الكل في النار فاصل
سلامي لمن للصحب قدَّم خدمة ... حميد أنكم شهم شجاع وباسل
ترى الكبش مجترًا بلوك طعامه ... وبعد هنيهات إذا السدم سائل
وقد كان مرتاحًا ويأكل هادئًا ... ولما يذق طعما لما هو أكل فهل
ألا فارفعوا صوتًا وحيوا صنيعه ... يفعل المعروف إلَّا أفاضل
ألا إن عبد الله في القلب ساكن ... وعندي له قدر وللمدح قابل
وسعد خطًّا من كان للطبخ متقنًا ... له طبخة ما زاولتها الأوائل
متى ما بدا ريح الطعام لنضجه ... إذا الرأس من كل إلى القدر مائل