وسبحانك يا من قلت: ومن أضل ممن اتبع هواه، ومن أصدق منك قيلا.
أما بعد فإن محمد بن إبراهيم ( ... ) أنشأ جوابات معناهما واحد لتشابه قلوبهما بسوء الطوية على أبيات الملاحي الناقصة، فعارضاه معارضة لبسا فيه وزادا عليه ركاكة في الألفاظ ووقاحة في المعنى وكذبا في الدعوى فذهبا إلى جانب التفريط كما ذهب ذاك إلى جانب الإفراط، وهذا والله أعلم ناشئ عن سوء قصد واتباع هوى منهم لا لبيان الحق وإتباعه، وأن تكون كلمة الله العليا ويكون الدين كله لله فلهذا نبرأ إلى الله من بعض ما عرض به الملاحي ونعوذ بالله من بعض ما قاله ( ... ) ومحمد.
فأما الملاحي فقد أجيب بالجواب السديد لأن شبهه راجت على ضعفاء البصائر وصدقوه فيما ادعاه من التخرص والافتراء وحسبك في الرد عليه قول حسان زمانه وسحبان أوطانه سليمان بن سحمان حيث يقول في أول رده عليه.
وزدت على قول المُبَرسم ضعفه ... وملت عن الأنصاف بل جئت بالزلل
وأظن جهل ( .... ) وركاكة كلامه وبعده عن الصدق وإفادة الحق وخروجه عن محل النزاع وظهور قصده فيه لا يخفى على العوام فلا يحتاج إلى الانتقاد، فإن رأى منشيه أن ترك عرضه على النقاد وأهل البصيرة لتزييف الباطل وتحقيق الحق استر له فالمؤمن يستر وينصح وإلَّا فلا تجني براقش إلَّا على نفسها وقد سمعت أنه بعث به ليطبع ولم يحقق فإن طبع تعين رده لأن نسبة نظم الرجلين إلى أهل نجد وأنهما من رجالها في الحلم والصدق والأمناء على حمله والنصحاء يكسبها احتقارا، واستهانة بأهل العلم منهم عند أرباب المطابع فضلًا عن حملة العلم الأذكياء.