و ( ... ) عمي عن هذا وإن أعجب بنفسه ولم ير ما تفوه به وفعله خطأ وضلالة فليطلب جوابه ممن يحتقر ويعرض بهم من الإخوان، كما هو دأب الملاحي ليرى مجادلتهم له في الميدان وتظهر الحال لمن له عيينان ناظرتان من هو السابق يوم الرهان، فالخبر ليس كالعيان.
فدونك جوابات أهل الأنصاف من الأحباب والأصحاب فهي المقبولة عندنا وعند مريد الصواب، إن الله لا يهدي من هو مسرف مرتاب، لهذا الرجل الثالث الذي نحن بصدد الرد عليه وننظمهما معه لأنه عليم اللسان المتسلق الفصيح الذي فري بنات فصاحته وشقشقته ما هوته نفسه مع البغي والعناد فزبر كلامًا قاله بألطف العبارة، وحاكه بمغزل فكره ورصنه بافصح البلاغة فسرق من كلام الشيخ سليمان فصاغه له برونق الغبي المحاذق ليستدل به علينا وهو لنا عليه، ويزعم أنه اللبيب الحاذق ويظهر فيما تكلم به بان هذه دخول بيننا وبين الملاحي لا دخل له فيها ولا مجال وإنه تساوت بنا الأهواء فيمن ينتحل خير الملل، فيغضبنا الرد عليه.
وإنه لعبد الله الكاذب فلسنا بحمد الله على دخول الجاهلية نتناصر ونتغاضب عليها حماية فيها ولها فلم تتساوي بنا الأهواء على من ينتحل خير الملل فنحن بحمد الله على صراط مستقيم ميزنا به ما سلكتم من التزوير والمذهب الوخيم وما أبديتم من الشبه والتلبيس وقد خاب من افترى وقال الردى يوم يبعث من في القبور ويحصل ما في الصدور {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}.
وهذا نص الجواب ولا حول ولا قوة إلَّا بالله:
إلى الله أشكو حادثات بها حصل ... علينا افتراق قد دهانا به الخلل
وذلك بين المنتمين بدينهم ... إلى العلم دهرًا في ذري عرصة الجبل